السفيرة عزيزة سيد شكري دحروج (١٩١٩ – ٢٠١٥م)
السفيرة عزيزة سيد شكري دحروج (١٩١٩ – ٢٠١٥م)
الجميع يتسائل من هي السفيرة عزيزة ، ولماذا سميت بهذا الإسم ، وماذا فعلت حتى تصبح أسطورة يضرب بها المثل في الجمال ورجاحة العقل.
وبالرغم من اعتياد اللسان على ذكرها في أمثالنا الشعبية إلا أن الكثير منا لا يعلم من هي وما قصتها ،
التي تعتبر علامة قوية في رحلة كفاح المرأة المصرية لاثبات ذاتها بالرغم من الظروف التي كانت تقف أمامها في هذه الحقبة التاريخية ،
من تاريخ مصر الحديث (١٩٠٠-١٩٥٠م) التي كانت لا تسمح للمرأة إلا بالقليل .
ولدت عزيزة في مدينة ميت غمر وبالتحديد في عام ١٩١٩ م ، والدها الطبيب سيد شكري دحروج والذي سماها عزيزة على اسم والدته ،
وكان الأب هو المعلم الأول للفتاة الصغيرة ، تعلمت على يديه العطاء وبلا حدود.
فقد شاهدت والدها الطبيب يوفر جميع سبل الراحة لوالدتها المريضة بالزهايمر ولها خمسة أطفال ،
وفي سن العاشرة شاركت والدها في رعاية الأسرة خاصة أخوها حسين الذي ولد مصابا بالصمم.
وفي عام ١٩٣٨ وقف والدها بجانبها وكان داعما لها حتى استكملت عزيزة دراستها ووالتحقت بالجامعة الأمريكية ،
وبعد تخرج السفيرة عزيزة من الجامعة عام ١٩٤٢م بدأت أولى خطواتها في مشوارها ،
واهتمت بالأعمال الخيرية كمتطوعة وتلمذت على يد زوجة العالم البلجيكي بهمان في نادي سيدات القاهرة ،
فتعلمت إدارة وإنشاء الجمعيات.
وفي سنة ١٩٥١م تزوجت عزيزة هانم من أحمد حسين بيك والذي عين وزيرا في وزارة النحاس باشا ،
وبدأت هي وزوجها رحلة الكفاح الإجتماعي وحاولت التعرف على أحوال الفلاحين وحل مشكلاتهم وبدأت من قرية سنديون.
إقرأ أيضا: كانت تريد تنصير مسلمة فأسلمت قصة إسلام جميلة جولي
وقبل الثورة بأيام تولى أبوها الدكتور سيد دحروج وزارة الصحة في آخر وزارة أيام الملك (نجيب الهلالي) وكانت عزيزة خارج مصر.
سافرت عزيزة هانم بصحبة زوجها أحمد باشا حسين إلى الولايات المتحدة الأمريكية بناء على دعوة من الأمم المتحدة ،
فقد دعي زوجها لدراسة التنمية الريفية في دول الكاريبي والمكسيك ،
بينما دعيت هي بصفتها خبيرة اجتماعية فكانت أول سيدة من المنطقة العربية تجوب دول العالم لإلقاء محاضرات عن العمل الإجتماعي ،
كما ألقت محاضرات في ٤٠ ولاية أمريكية وكانت مؤيدة للثورة عند قيامها نظرًا لمبادئها في العدالة الإجتماعية ،
وبعد ذلك تولى زوجها منصب سفير مصر في الولايات المتحدة الأمريكية ،
بينما تولت هي رئاسة الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة بالأمم المتحدة ،
ويقال أن لقب “السفيرة عزيزة” أطلق عليها بسبب عملها بالأمم المتحدة وتمثيلها المشرف للمرأة المصرية هناك.
عادت عزيزة وزوجها إلى القاهرة ونظرا لتاريخه ولقربه من عبد الناصر تولى حقيبة وزارة الشؤن الإجتماعية ،
ولكنه لم يستطيع الاستمرار واستقال من منصبه.
وكان للسفيرة عزيزة العديد من الخدمات الإجتماعية التي كانت غريبة على الشعب المصري فى هذا التوقيت ،
مثل تنظيم الأسرة وإنشاء حضانات خاصة بالأطفال في القرى المصرية.
في عام ١٩٧٧م رشحها محمود سالم لوزارة الشئون الإجتماعية لكنها رفضت واختارت أن تمضي في خدماتها الإجتماعية مستقلة ،
رحلت في ١٩ يناير ٢٠١٥ تاركة إرثًا عظيمًا للعمل الإجتماعي يتوجه التواضع قائلة جملتها الشهيرة :
“النجاح هو عمل يستفيد منه الآخرون”.