السكينة نعمة النعم سيما وقت اضطراب القلوب واختلاط الأمور.
السكينة قبل النصر ، لأن المنتصرين أثبت الناس أفئدة وأسكنهم قلوبا ، “فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا”
قال ابن القيم رحمه الله : وكان شيخ الإسلام ابن تيمية إذا اشتدت عليه الأمور قرأ آيات السكينة.
الأحداث يسبق بعضها بعضا ، والفتن تتلاحق كأعواد الحصير ، والناس يسبق كلامهم تدبرهم ،
ويعظون غيرهم بألف مقال ، وهم على مستوى أنفسهم بأصعب حال.
يا إخوتي : من لم يأخذ حظ نفسه من الأحداث ، لن ينفعه صلاح العالم كله!
قال لي بعض أصحابي : لمَ لمْ تعلق على كذا وكذا من الأحداث؟
فقلت لهم : لمَّا أعش عبرتها مع نفسي بعد!
الحياة لا تتوقف ، والأحداث لا تنتهي ، لكن مصابنا الأكبر أن يصبح الحدث عددا ، والمصاب مكلمة ، والألم اعتيادا.
لا زلت أقول : إنما أطال الله زمان المحنة ليتعدى الإمتحان من المجموع إلى الفرد ونفسه ،
والعاقل من لم تغره محنة الأمة عن اختباره في نفسه!
مرت جنازة على شاب لاهٍ غافل ، وفيها الحسن البصري ، فسأل الشاب : من الميت؟
فقال الحسن : أنت الميت!
لأن تتابع الجنازات إن لم تسل منا الدمعات ، وتزل عنا القساوات ، فنحن حقا أموات.
وما أكثر الجنائز ، وما أقل المتعظين ، وما أشد الأحداث وأقساها ، لكن ما أقل الفاهمين!
فيا إخوتي السكينة السكينة ، والفهم عن الله فيما يحدث كل يوم ، ووضع اليد على القلب أن يضطرب أو يميل إلى فتنة ،
أو يسقط في حمأة الضياع قبل المعارك الفاصلة.
فإذا اضطربت القلوب وقت المبارزة ، فماذا ستفعل وقت احتدام المعارك ، واشتداد النزال ، وتداخل الصفوف؟!
رب سلم سلم.