السلطانة التي عاشت في ظل و ماتت في ذل !
هي انشراح هانم أو السلطانة سنية وهي الزوجة الثانية لمحمد السادس آخر سلاطين آل عثمان ،
و قد تزوجها عام 1905 وانتهى زواجهم بالطلاق عام 1909 بلا أطفال ،
ومع ذلك حرص السلطان على توفير عيشة كريمة لطليقته حيث كان يدفع لها مرتب شهري.
بحلول عام 1924 انقلبت حياة السلطانة سنية رأساً على عقب
بعد إلغاء الخلافة العثمانية و نفي كل أفراد آل عثمان ومصادرة أملاكهم و أموالهم ،
حينها تفاجأت انشراح هانم أنها على قائمة المطرودين رغم أنها لم يربطها ب آل عثمان أي صلة سوى زواجها من السلطان محمد السادس ،
والذي انتهى بالطلاق منذ سنوات و مع ذلك لم يُغفر لها أن تبقى في وطنها الأم و اضطرت في النهاية للمغادرة ،
حيث انتقلت للعيش في القاهرة و حاولت العمل في مجال التصوير أملاً في كسب مال يساعدها على العيش و لكنها لم توفق في هذا.
و كان يمر عليها أيام بلا مأوى أو طعام ما جعلها تلجأ إلى إحدى الكنائس و طلبت من رئيسة الكنيسة أن توفر لها مأوى لبعض الوقت ،
ووافقت على طلبها و أرسلتها الى “ملجاء الغرباء”
وهناك ظلت سنية تجتر الآلام و الأحزان و دخلت في حالة من الإكتئاب الشديد ،
ما جعلها تحاول الإنتحار في سبتمبر عام 1926 عن طريق إلقاء نفسها في نهر النيل ،
ولكن استطاع البوليس إنقاذها بمساعدة أحد أصحاب المراكب و كانت في حالة يُرثى لها و اُعيدت للملجأ مرة اخرى ،
و بعدها بأربع سنوات فقط وتحديداً في العاشر من يونيو عام 1930 ألقت السلطانة سنية نفسها مرة أخرى في النيل ،
و لكن هذه المرة لم ينقذها أحد و توفيت عن عمر ناهز ال 43 عاماً و عثر على جثتها لاحقاً ،
ونُقلت بعد سنوات لتُدفن في مقبرة أمير سلطان في مدينة بورصة التركية.