الشقة الملعونة
استأجرنا شقة في مصيف في رأس البر وكانت في الدور الأول من إحدى العمارات ،
وكانت بثمن بسيط ولم نتعجب من الثمن كوننا في بداية الشتاء والإقبال على المصايف ضعيف ،
وكنت أنا وأختي ووالدتي وضعنا أمتعتنا وملابسنا في الشقة وكان الليل قد حان ،
وكنا متعبين جدا فنمنا نحن الثلاثة في حجرة.
وفجأة وفي منتصف الليل سمعنا صراخا شديدا وكأن أم تضرب أولادها ،
قمت أنا وأختي ولكننا تفاجأنا أن هناك علامات على أجسامنا وكأنها أثار ضرب مبرح ،
واتجهنا ناحية الباب فأُغلق بشدة في وجهنا حاولنا فتحة بالقوة ولكن لا فائدة.
أمي كانت متعبة جدا ، إتجهت أنا وأختي ناحية الشباك وحاولنا فتحه ونجحنا أخيرا ،
وبما أنه في الدور الأول استطعنا القفز منه ، ونزلنا فإذا معظم الناس نيام ولكننا خبطنا على الجيران ،
وكلما عرف أحد أننا سكنا في هذه الشقة يغلق الباب في وجهنا فاتجهنا للشارع وجدنا أمين شرطة ،
فحكينا له ما حدث فخاف كذلك وكأن الجميع يعلم أمرا عن هذه الشقة ولكننا ترجيناه ،
فاتصل بصديق له وأتى مسرعا واتجه الإثنان معنا إلى الشقة وكانت المفاجأة أننا وجدنا الشباك مُغلق بإحكام ،
ولم نستطع فتحه فخفنا على أمنا فنادينا عليها فقالت أنها بخير.
فاتجه أمين الشرطة وكسر الباب هو وصديقه ووجدنا باب الحجرة مفتوح وأمنا في حالة يُرثى لها ،
وكأنها رأت شيئا فظيعا ولكنها كانت ممسكة بالمصحف تحتضنه بقوة ،
وسألنا أمين الشرطة عن الشقة وعن عدم مساعدة أحد لنا فقال أن هذه الشقة قُتلت فيها أم وبناتها ،
ومنذ ذلك الحين وهي مسكونة ولا أحد نجى من الذين سكنوها وأن حظنا جيد أننا استطعنا الهرب منها ويجب عليهم تركها حالا.
جمعنا أغراضنا ونزلنا القاهرة وسألنا والدتي مرارا وتكرارا عما رأت ،
ولكنها لم تكن تجيب وكانت كلما تذكرت انتابتها حالة من الرعب ،
ولكني أثق أنه يوما ما ستحكي لي ما رأته في تلك الشقة الملعونة.