الصحابي الذي قتل الشيطانة
ذكر المؤرخون وأصحاب السير أن صنم العزى من أشهر الأصنام وأعظمها وتم ذكرها في القرآن الكريم ،
وكانت تسكنها جنية وكان المشركون يعبدون البيت ويطوفون به ، وتكلمهم هذه الشيطانة من داخله ،
فتزيدهم غيا إلى غيهم ، وضلالاً إلى ضلالهم وكانت العزى بنخلة وكانت لقريش وجميع بني كنانة وكانت سدنتها بنو شيبان من بني سليم.
وعندما فتح الرسول صل الله عليه وسلم مكة أرسل خالد بن الوليد رضى الله عنه في ثلاثين فارسًا من أصحابه إلى صنم العزى ،
وهو من أكبر أصنام قريش تعظيما ، فهدمه خالد ، ثم رجع إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فأخبره بذلك ، فقال له هل رأيت شيئًا؟
قال : لا ، قال «فإنك لم تهدمها ، فارجع إليها فاهدمها».
فرجع خالد وهو متغيظ ، فجرد سيفه ، فخرجت إليه إمرأة عريانة سوداء ثائرة الرأس :
أي شعر رأسها منتشر تحثو التراب على رأسها وتولول ، قال خالد : “وأخذني اقشِعْرارٌ في ظهري”.
فجعل السادن يصيح بها : أي يقول : يا عزى عوّريه ، يا عزى خبليه ، وأنشد
أعُزَّيَّ شـدِّي شدّةً لا تكذّبـي
أعُزّيَّ فالْقي للقناع وشَمِّـري
أعزَّي إن لم تقتلي اليومَ خالداً
فبوئي بذنبٍ عاجلٍ فتنصّري
فضربها خالد ففلقها من رأسها نصفين وهو يقول :
يا عز كفرانك لا سبحانك
إني رأيت الله قد أهانك
ورجع إلى رسول الله صل الله عليه وسلم وأخبره بذلك ،
فقال رسول الله صل الله عليه وسلم : «نعم تلك العزى ، وقد يئست أن تعبد ببلادكم أبدًا».
المصادر :
الإصابة لإبن حجر
البداية والنهاية لإبن كثير
زاد المعاد لإبن القيم