الصحبة الصالحة
الصاحب الصالح هو الذي ينصحك إذا رأى عيبك ، ويشجعك إذا رأى منك الخير ، ويعينك على العمل الصالح.
قال الإمام ابن باز رحمه الله : روي أن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه إفتقد رجلا من أهل الشام كان يحضر مجلسه ،
فقال للصحابة ما فعل فلان بن فلان؟
قالوا : يا أمير المؤمنين تتابع في الشراب الخمر ، فلم نره منذ أيام.
فدعا عمر كاتبه ، فقال : أكتب من عمر بن الخطاب إلى فلان بن فلان ، سلام عليك ، أما بعد :
فإني أحمد إليك الله ، الذي لا إله إلا هو { غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ } [غافر : 3]
ثم قال لأصحابه : أدعو الله لأخيكم ، أن يقبل على الله بقلبه ، ويتوب اللّه عليه.
فلما وصله كتاب عمر ، جعل يقرأه ويردده في نفسه ويقول : {غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ}
قد حذرني عقوبته ووعدني مغفرته فلم يزل يرددها على نفسه ، وهو يبكي ثم تاب وحسنت توبته.
فلما بلغ عمر رضي اللّه عنه خبره ، قال لأصحابه :
هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخا لكم زل زلة ، فَسَدِّدوه وادعوا الله له أن يتوب ، ولا تكونوا أعوانا للشيطان عليه.
أخرجه ابن كثير في تفسيره – سورة غافر – آية 3
قال العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله : ليس أخوك من غفل عنك وأعرض عنك وجاملك ،
ولكن أخاك في الحقيقة هو الذي ينصحك والذي يعظك ويذكرك ،
يدعوك إلى الله ، يبين لك طريق النجاة حتى تسلكه ،
ويحذرك من طريق الهلاك ، ويبين لك سوء عاقبته حتى تجتنبه.
أبذلوا النصح لإخوانكم في رفق ولين فما من أمة ضاع فيها هذا الواجب إلا عمها الله بعذاب.