قصص منوعة

الطبع يغلب التطبع

الطبع يغلب التطبع العقرب والضفدع

أراد عقرب أن يعبر النهر ، لكنه لم يجد وسيلة تساعده على ذلك ، فانتبه ورأى ضفدعًا يقفز بجانب ضفة النهر ،

فاقترب العقرب من الضفدع الذي وقف بعيدا حذرا.

فقال العقرب : أهلا يا أخي العزيز ، إقترب ولا تخفْ مني أيها الضفدع البطل ، فإنني لا أريد بك شرا ،

بل جئتُ أطلب مساعدتك كي تعبر بي النهر ، وكما ترى أنت الوحيد الذي بإمكانه مساعدتي.

فَرَدَّ الضفدع متوجسا : وكيف يمكنني أنْ أساعدك؟

فقال العقرب : سوف أركبُ فوق ظهرك وتسبح بي كي أعبر النهر.

قال الضفدع : ومن يضمن لي بأنك لن تلدغني؟! ، فأقسم العقرب بأغلظ الأيمان أنه لن يلدغه.

عند ذلك قّبِلَ الضفدعُ بمساعدته ، إلا أنه حذر العقرب من مغبة لَدْغِهِ لأنهما سيهلكان معًا غرقا.

إقترب العقربُ من الضفدع وركِبَ فوقَ ظهره ، فتقدم الضفدع وخاض في الماء وسَبَحَ بمهارة حتى توسط النهر ،

وفجأة شعر الضفدعُ بآلام مبرحة تَعُمُّ جميعَ أنحاء جسمه ، فأدرك أنه سم العقرب الذي سَرَى في أوصاله ،

وبدأ الضفدع يعاني من سكرات الموت ، وبدأ يغوص في الماء آخذا معه العقرب ،

عند ذلك قال الضفدع للعقرب : يا عدو الله غَدَرْتَ بي ولدغتني فقتلتني ،

ولقد حذرتك مسبقا من أن غدرك سيرتد عليك وتكون معي من الهالكين ، فلماذا فعلت فعلتك النكراء هذه وأنت تدري أنه فيها هلاكك؟

فَرَدَّ العقربُ نادمًا وهو يغرق : هذا من طبعي ، هذا من طبعي ، ولا حيلة لي في ذلك.

إقرأ أيضا: شاب تزوج من بنت وجلس معاها سبع شهور

العبرة :

إنَّ العقربَ لا يَسْكُنُ إلَّا مع العقارب ، لا يأتَمِنْ سواهم فى بيتهم ، ولا يبدو أنه يريد غيرهم ،

فإذا جاءكم ذات يوم وقال لكم : إنه توقف عن اللدغ ، من أجل الأخوة والمصالح المشتركة ، فلا تصدقوه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?