الطفل ليس مخرب وليس عنيد ولا يتصرف بإستفزاز الطفل يلعب ويكتشف وينمي مهاراته وهذه غريزته البشرية.
فعندما تواجه صعوبة في تربية الأطفال تأكد أن وعيك منخفض ، لأن الأطفال عبارة عن مرآة لنا وإختبار لدرجة وعينا.
وإختبار للتقبل والفهم وإحترام مرحلة طفولتهم.
وكل مرة تتعصب على طفل وتشعر بالغضب تأكد أن هذه كارما لوعيك المنخفض وعدم مقدرتك على إستيعابه.
وكلما تفقد السيطرة وتُعامل الطفل على أنه بالغ وواعي وتطلب منه المثالية بدون أي إدراك لدرجة إستيعابه وقدرة عقله ،
يرتد إليك نفس الألم عن طريقه في صورة تخريب أو إستفزاز.
بمعنى أبسط كل ما ترتكبه في حق الطفل بدون وعي يعود إليك في صورة ألم وغضب.
الأطفال لا تنفذ ما تقوله ولكنهم يفعلون ما تفعلونه ، فنحن مصدر المعلومات والخبرة لهم
يأخذون منا الطاقة والإستيعاب والطباع.
فعندما يجد أسلوب حاد وهمجي يصبح كذلك وأنت من تتعب ، وإذا وجد الحب والسلام والهدوء يصبح كذلك.
تخيل أنك ذهبت إلى كوكب غريب وكل شيء فيه لم تره من قبل فطبيعي سوف تنبهر بكل ما حولك ،
وطبيعي سوف تحاول أن تستكشف كل شيء وتلمسه بيدك ، وستحاول تذوق كل شيء وفتح كل شيء لكي ترى ما بداخله.
ورغم أنك بالغ سوف تتحول لطفل مستكشف
لأننا أصلا في داخلنا أطفال.
كذلك الطفل الذي يأتي إلى عالمنا يُحاول إستكشاف كل شيء ، ويحاول تنمية مهاراته وقدراته وهذه غريزة خلقها الله بداخله.
وتأتي أنت بكل بساطة تطلب منه التخلي عن غريزته في اللعب والإستكشاف وتأمره أن يخالف خلق الله.
إقرأ أيضا: قبل أن ألتحق بكلية الطب كان هناك لغز يؤرقني
فأين عقلك ؟
هل ترضى أن يمنعك أحد عن شيء تحبه ؟
بالطبع لا فسوف تتحول إلى مجنون.
فإذا كنت شخص واعي سوف تنظر للحياة من منظور الطفل ،
سوف تتقبله بعقليته وأخطائه وأفكاره ومرحلته.
فهل أنت كنت ملاك وأنت صغير ؟
وهل طفلك حتى إن كان في سن المراهقة هل لديه نفس خبرتك؟
هل لديه نفس عقليتك ؟
بالطبع لا.
فكيف تريد منه المثالية وعدم الخطأ ؟
أنت نفسك ما زلت تخطىء رغم خبرتك في الحياة.
الأبناء هي إنعكاس للآباء
هم صورة مصغرة لوعيك ومشاعرك الداخلية متجسدة في طفل.
حاول أن تفهمهم وتتقبلهم وتنظر للحياة من منظورهم ، وتأكد أن الشيء الذي يكسره طفلك يكتسب خبرة من خلاله.
وعندما تمنعه وتعنفه فسوف تدفع أضعاف ثمن الشيء المكسور في المستقبل في صورة علاج وأطباء نتيجة الكبت النفسي.