العجيب أن سيدنا يونس لما خرج غضبان من قومه لأنهم لم يؤمنوا
العجيب أن سيدنا يونس لما خرج غضبان من قومه لأنهم لم يؤمنوا
خرج من غير ما ربنا يأذن له ،وربنا جل جلاله عاقبه بسبب هذا الأمر.
إنه خرج وقد ترك القرية المكلف بالدعوة فيها ، بدون أن يأذن الله له بالخروج.
بالفعل ركب سيدنا يونس السفينة متجها إلى بلد أخرى ،
فعاقبه الله بعقوبة شديدة فعلا ، ربنا جل جلاله بعد ما هيأ أسباب إلقائه من السفينة ،
أمر الحوت بابتلاعه.
طبعا الحوت كان منتظره بمجرد ما تم إلقائه ، الحوت كان فاتح فمه ،
فدخل مباشرة في فم الحوت.
الكلام هذا كان في وقت الضحى ، يعني الضوء شديد.
فدخل في بطن الحوت ليجد الظلام الشديد أمامه.
وجد نفسه قد دخل في سجن ، وليس أي سجن ، هذا سجن تحت الأرض ، سجن في قاع البحر.
مسجون في بطن حوت وهو نبي جليل له من الفضائل ما يعلمه الله ، ولكنّه فَعَل ما يُلام عليه.
العجيب أن سيدنا يونس لما دخل في بطن الحوت ، ماذا قال ؟
هل دعا على قومه ؟ الله يخرب..! الله يدمر! اللّه يهلك!
لماذا! أنا ماذا فعلت ؟
أبدا ، ما فعل شيئاً من هذا.
وإنما لجأ إلى الله بقلب منكسر ، بقلب ممتليء بالتوحيد لله والرضا بقضائه ،
بقلب خاشع ، بدأ يدعو ويقول “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”
إقرأ أيضا: الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ
يقول الله جل جلاله
“فَلَوۡلَآ أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِينَ
لَلَبِثَ فِي بَطۡنِهِۦٓ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ”
إياك أن تمارس دور الضحّية فتنكفئ على آلامك ، وتلعن الدنيا وتُحمّل الظروف والآخرين مسؤولية ما حلّ بك.
لازم حياتك بعد المرور بالإبتلاء تكون أفضل مما قبله ، حتى لا يتوطَّن البلاء بك!
فالتوبة الصادقة ترفع البلاء ، والإعتراض على قضاء الله ، وتكرار العودة للذنب قد تنزل بك العقوبة الطويلة.