نحو حياة أفضل

العدالة

العدالة

حادثة جرت منذ سنوات إثنان تشاجرا في سوق من أسواق دمشق إحدهما معه سلاح فأطلق رصاصة فأخطأت خصمه.

وهناك من سمع الشجار فمد رأسه من دكانه فجاءت الرصاصة في عنقه قريبا من عموده الفقري فشُلّ فورا!

فاستوقف الشيخ راتب النابلسي رجلا يعرف المصاب من السوق فقال له :

يا أستاذ انت تحدثنا عن عدالة الله عز وجل فما صنع هذا الرجل؟

إنه رجل تاجر فتح دكانه ليسترزق ويسعى على عياله وهو يبيع الأقمشة ولا ذنب له ،

سمع شجارا فمد رأسه فأصابته رصاصة طائشة في عنقه فشل الرجل!

فأين عدالة الله؟

فقال الشيخ النابلسي : والله أنا أعرف أن الله عادل ولكنك أطلعتني على فصل من فصول حياة هذا الإنسان ،

ولعل له فصولا لا نعرفها أنا ولا أنت وأنا أسلم بعدالة الله الحق.

سبحان الله بعد عشرين يوما إلتقى الشيخ النابلسي بصديق له في حي الميدان فقال له يا شيخ جرت عندنا حادثة غريبة ،

لنا جار كان وصيا على أموال أولاد أخيه الأيتام وبقي لهم معه عشرون ألفا ثمن بيت في ذاك الزمن ،

فرفض أن يعطيهم المبلغ فشكوه إلى أحد علماء الميدان فاستدعاه واستدعى أولاد أخيه فأصر على عدم الدفع!

فقال الشيخ : يا بني هذا عمكم فإياكم أن تشكوه للقضاء هذه الشكوى لا تليق بكم ،

ولكن إشكوه إلى الله رب الأرض والسماء.

هذه الواقعة تمت الساعة الثامنة مساء وفي اليوم التالي في الثامنة صباحا مد الرجل رأسه من الدكان فأصابته رصاصة فشل الرجل!

يقول الشيخ راتب النابلسي لا يوجد في الدنيا شيء إسمه رصاصة طائشة أو أمر طائش وإنما كل بحكمة من الله وعدل.

إقرأ أيضا: توبة شابين في المطار

فهمه من فهم ، وجهله من جهل.

ولنا فيما يحصل في أحياءنا وحياتنا من قذائف وإنفجارات وحوادث حكمة بالغة من رب حكيم عادل لا يظلم عنده أحد مثقال ذرة ،

إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر.

1 3 4 10 1 3 4 10

قال تعالى : ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره.

إذا غفلنا عن عدالة الأرض فلا نغفل عن عدالة رب السماء والأرض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?