العطاء الغير مشروط يرفع الإستحقاق لأعلى درجاته ويفصلك عن الأنا الزائفة وعن الوعي الأرضي المادي.
فمن يعطي بدون شروط هو شخص إستطاع التخلص من التعلق المادي والتحرر من البخل وقناعات الفقر ، فيقترب أكثر من ذاته الحقيقية ووعي الروح.
وهذا المعنى لا يقتصر على عطاء المال
ولكن حتى عدم عطائك لمعلومات تكتنزها أو إبتسامة تخفيها ، أو كلمة طيبة تستخسرها
كل هذا نابع من نسختك الزائفة التي تتكون على مدار حياتك من السلبيات والمعتقدات ،
ودورها الرئيسي هو جعلك شبه إنسان
تبخل في المادة والمشاعر وجبر الخواطر ،
نسخة تميل إلى الأنانية الخفية والجحود المُستتر.
وإكتشافها ليس بالشيء السهل لأنها توهمك أنك على صواب ، وتعطيك المبررات النفسية الداخلية لإقناعك أنك شخص كامل
وتنصب لك فخ المثالية.
العطاء هو لغز وكلمة سر لفك شفرات القدر
فما بالك إذا أصبح الجميع معطاء وجابر للخواطر.
لا أحد يبخل بمال أو بكلمة طيبة أو يبخل بمشاعر ،
كيف سيصبح حال البشر ؟
ولكن هذا مرفوض بالنسبة للشياطين غير أنه إختبار للبشرية.
فإذا إستطاع الجميع التغلب على ذاته المادية سيكون الإختبار سهل للغاية ولن تتم عملية الفلترة ؛
والعطاء ليس مجرد فعل نقوم به ولكنه نية صادقة ورسالة سامية.
فإذا إتسعت رقعة العطاء لانت القلوب وتوقفت الحروب ، ولن يبقى هناك فقير أو محتاج أو مكسور.
سيتغير نمط الكوكب وسيتغير مصير البشرية
ولكن سواد النفوس جعل الأغلبية في سباق وصراع على المادة ،
فيرتد عليهم بالجحود فيشتد البلاء على الجميع وتتغلغل الأنا الزائفة أكثر ويزداد السواد الأعظم.
إجعل العطاء أسلوب حياتك ولا تكن أسير للمادة ، فليس للقبر خزانة.