إسلام

الفروق الدلالية في اللفظة القرآنية إستمع ، أنصت

الفروق الدلالية في اللفظة القرآنية إستمع ، أنصت

أولا : المعنى في اللغة الإستماع : إدراك الشيء بحاسة الأذن.

الإنصات : السكوت لأجل الإستماع.

ثانيا : الإستعمال القرآني للكلمة : يأتي موافقا للمعنى اللغوي.

الإستماع : إدراك بحاسة السمع.

قد يكون فيه إهتمام بما يسمع كقوله تعالى :(الَّذِينَ يَسْتَمِعُون الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)
[سورة الزمر 18]

ولا يشترط في الإستماع السكوت لأن الإنسان قد يستمع وهو يتكلم ومن ذلك قول الله تعالى :

(نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُون بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُون إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا)
[سورة اﻹسراء 47]

كانوا يستمعون إلى تلاوة النبي صل الله عليه وسلم وهم يبغون بالأشعار والكلام.

وقوله تعالى : مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ۗ ..)
[سورة اﻷنبياء 2 – 3]

الإنصات : يأتي بمعنى السكوت والإصغاء.

ورد اللفظ في القرآن الكريم مرتين فقط ، وجاء على صيغة الأمر وذلك في قوله تعالى :

(وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ)
[سورة اﻷحقاف 29]

وقوله تعالى : (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)
[سورة اﻷعراف 204]

يقول الشيخ السعدى في تفسير الآية : والفرق بين الإستماع والإنصات ،

أن الإنصات : في الظاهر بترك التحدث أو الإشتغال بما يشغل عن إستماعه.

إقرأ أيضا: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا

وأما الإستماع له : فهو أن يلقي سمعه ، ويحضر قلبه ويتدبر ما يستمع ،

فإن من لازم على هذين الأمرين حين يتلى كتاب الله ، فإنه ينال خيرا كثيرا وعلما غزيرا ،

وإيمانا مستمرا متجددا ، وهدى متزايدا ، وبصيرة في دينه).

الخلاصة :

يشترك اللفظان في معنى : الإدراك بحاسة الأذن ، بينما يختلفا في فروق دلالية دقيقة :

الإستماع : أعم من الإنصات لأنه قد يصاحبه كلام وعدم اهتمام بما يسمع ، وقد يصاحبه اهتمام.

الإنصات :يتميز بملمح السكوت ، ويصاحبه اهتمام بما يسمع له.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?