القبيلة المتوحشة الجزء الثالث والأخير
فأسرع بحضنه وهو يعاتبه بحزن : لما تركتموني مع تلك القبيلة المتوحشة؟
جاك : عندما استيقظنا من سكرتنا في اليوم التالي لحفلة الشواء ، أخبرونا عن طريق الإشارة أنك ذهبت قبلنا ،
لكن بعد أن وصلنا إلى الفندق لاحظنا إختفائك.
وحينها توجّه كل شخصٍ من الفريق إلى منطقة مغايرة للبحث عنك ، وكنت محظوظاً حين مررّت بالصدفة قرب النهر ،
ووجدتك مغشيّاً عليك عند ضفّته ، فحملتك إلى هنا وغيّرت ملابسك المبلولة ، وكذلك ضمّادة يدك.
شكراً لك ، لكن علينا العودة إلى الفندق سريعا ، فوجودنا هنا ليس آمنا.
لقد اتصلت بالأصدقاء وهم قادمون بعد قليل ، سنكون بخير يا صديقي لا تقلق.
فقط أخبرني بما حصل لك ، وكيف أصيبت يدك ؟!
فأخبره جون بكل شيء ، وبعد أن انتهى من سرد رحلة معاناته في الأيام الفائتة ، حاول صديقه جاك تهدأته :
خذ! إشرب هذا الحليب يا جون واهدأ قليلاً ، فنحن سنعود إلى الوطن غداً صباحا ،
وأظنّ أن مدير التحرير سيسعد بتقريرك عن المخاطر التي يواجهها المهق في تنزانيا ،
وأنا متأكّد أن تجربتك ستثير ضجّة إعلامية ، مما سيساعد في إنقاذهم من حالة الرعب التي يعيشونها هنا.
نعم بالتأكيد سأحاول انقاذ المساكين من ذلك المعسكر اللعين!
لكن علينا أولاً العودة إلى الفندق أو التوجّه لأيّ سفارة أجنبية ، فأنا خائف أن يجدوننا ونحن هنا في البرّية.
لا تقلق ، فقط اشرب حليبك وارتحّ قليلاً
يتنهّد جون بتعب : نعم ، فأنا احتاج للراحة بالفعل.
وبعد أن شرب الحليب ، جون بارهاق : سأدخل الخيمة ، لربما انام قليلاً بعد ذلك الكابوس الذي عانيته في الأيام الفائتة ،
لكن أيقظني يا جاك حين يأتي أصدقائنا.
إقرأ أيضا: أنتم الآن في منزلي الجديد
وبعد أن نام جون ، خرج المترجم الأفريقي من الغابة القريبة منهما ، واقترب ناحية جاك الذي كان يُشير له بالإقتراب منه :
جاك : هيا تعال ، فقد نام أخيرا.
المترجم بصوتٍ منخفض : جيد إنني اختبأت بسرعة قبل أن يراني معك.
وهنا مدّ جاك يده للمترجم : أين المال الذي اتفقنا عليه؟
لقد اتصلت قبل قليل برئيس المعسكر وهو قادم مع فريقه لأخذ جون ،
فالمشعوذ لم يرغب في تغير الصفقة ويصرّ على جون بالذات ،
لأنه أمهق أمريكي وهذا يعجب أصحابه الجن كما يقول.
ولا تقلق , فهم سيدفعون لك كما دفع لي قائد القبيلة من قبل ، فنحن كرماء بهذا الشأن.
فنظر جاك لصديقه جون النائم بوداعة الأطفال داخل الخيمة ، ثم قال بشفقة :
أتمنى لو ان المخدّر الذي وضعته له بالحليب يُبقيه نائماً إلى وقت حرقه حيّاً كقربان للشياطين ،
(ثم يتنهّد بضيق) ماذا عسايّ أن أفعل يا عزيزي جون ، فكيس مليء بالذهب يُعتبر صفقة العمر بالنسبة لي.
أعذرني يا صديقي ، وليكنّ الله معك في رحلتك الأخيرة نحو الجحيم.