القصيدة العينية للإمام السهيلي أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد الخثعمي السهيلي الأندلسي المالكي الضرير توفى سنة 581 ھ.
وكان والدي رحمه الله يعتقد بها ويكررها في مجلسه كل ليلة جمعة.
وهي عشرة أبيات في مناجاة الخالق عز وجل ، من أجمل ما كُتب في بابها.
ولأنّ القصيدةَ رائعة فقد حَظيتْ بإهتمام الشعراء فقام كثير منهم بتخميسها وتشطيرها ،
حتى وصل عدد تخميساتها إلى أحد عشر تخميسا ،
ومن أجمل هذه التخميسات تخميس الشهاب المنصوري ، أبي العباس أحمد بن محمد بن علي السلمي ،
ولد بالمنصورة بمصر وتوفى بالقاهرة سنة 887 من الهجرة.
معنى التخميس :
أن يضيف شاعر ما ثلاثة أشطُرٍ من كلامه إلى بيت لشاعر آخر ، فيكون مجموع أشطر البيت خمسة ، وهذا هو التخميس.
يا مَنْ يرى ما في الضميرِ ويسمعُ
يا من له تعنو الوجوهُ وتخشعُ
يا من تذِلُّ له الجباهُ وتخضعُ
يا من إليه مصيرُنا والمرجِعُ
أنت المُعدُّ لكلِّ ما يُتَوقّعُ
يا من يُرجَّى للشدائدِ كلِّها
إني ضعيفٌ لا أنوءُ بحملها
ياذا الهدايةِ مشِّني في سُبْلِها
يا من يجودُ علي العقودِ بحلِّها
يا من إليه المُشتَكَى والمَفزعُ
يا مَن خزائنُ رزقِهِ في قولِ:كن
يا من بمبرمِ أمرِهِ تجري السُّفُنْ
إنْ لم توفِّقْني وتُكرمْني أُهَنْ
فاحفظْ من الشيطانِ أفعالي وصُنْ
وامنُنْ فإنّ الخيرَ عندكَ أجمعُ
مالي سوى قرعِي لِبابكَ حيلةٌ
فبضاعتي فيما علمتُ قليلةٌ
من لي بزادٍ فالطريقُ طويلةٌ ؟
لكنْ ظنوني فيك-ربِّ-جميلةٌ
فلَئِنْ رُدِدْتُ فأيَّ بابٍ أقرَعُ؟
مالي سوى فقري إليكَ وسيلةٌ
يا من عوائدُ عفوِهَ مأمولةٌ
إقرأ أيضا: القصيدة اليتيمة
وسوابغُ النَّعْمَاءِ منكَ جليلةٌ
مرآةُ فقري مِن غِناكَ صقيلةٌ
فبِالافتقارِ إليكَ فقريَ أدفعُ
من ذا الذي أدعو وأهتف باسمِهِ
والخَلقُ طُرّاً تحت حِكمَةِ حُكمِهِ
يا سيداً أنا طامعٌ في حِلمِهِ
منْ يرحم العبدَ المُقِرَّ بإثمِهِ؟
إنْ كان فضلُكَ عن فقيركَ يُمنعُ؟
حاشا لفضلِكَ أن تُقنِّطَ عاصياً
أو أنْ تُخيّبَ من رجائِكَ راجياً
أنا طامعٌ أنْ تستجيبَ دُعائيا
فلسانُ جودِكَ لا يزالُ مُناديا
الفضلُ أجزلُ والمواهبُ أوسعُ
والأبيات الثلاثة – غير المخمسة هي :
بالذُّلّ قد وافيتُ بابَكَ عالِما
أنّ التذلل عند بابك ينفعُ
فبحقِّ من أحببتَه وبعثتَهُ
وأجبتَ دعوة من به يتشفعُ
إجعل لنا من كلِّ ضِيقٍ مخرجا
والطُف بنا يا من إليه المرجعُ.