اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
من سورة التغابن- آية (13)
لا يوجد صكوك مجانية للحماية الربانية
إن الله سبحانه وتعالى هو الرزاق ، ومن أسمائه وصفاته العلي الشافي وهو الغفور الرحيم التواب.
فكلنا نتيقن بل نؤمن بأن وعده حق وأنه لا يرد سائل ألح عليه بالدعاء ،
ولكنه سبحانه وتعالى إشترط علينا السعي والإجتهاد والأخذ بالأسباب ، فقال تعالى “وقل اعملوا”
فهنا أمر بأن يؤدى كل من يتطلع إلى المعونة الإلهية دوره.
فعندما تريد صلاح الأبناء لا بد أن تؤدي دورك في التربية.
ومن يريد الرزق فلابد له من السعي كما جاء في سورة الملك
” هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ” 15)
من يتمنى الشفاء فلابد من طرق باب الأطباء ،
ومن يريد العلم فعليه بالمثابرة والإستذكار ،
ومن يريد المغفرة فعليه بالتوبة النصوحة.
فالتمني فقط دون السعي لا شيء ، وتأدية الشعائر فقط دون حسن المعاملات وجهاد النفس ليس كل شيء.
وهذا هو قمة العدل الإلهي (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) الزمر ٩
لذا تجد الملحد والكافر الذي يسعي ويجتهد يرزقه الله ومن يجتهد منهم في العلم يؤتيه الله.
فصدق الله العظيم حين قال ﴿مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾ فصلت (46)
فالله سبحانه وتعالى كما وعدنا بالحماية الربانية أرشدنا إلى كيفية الوصول إليها ودورنا للحصول عليها.
وصدق رسول الله صل الله عليه وسلم حين قال (اعقلها وتوكل)
إقرأ أيضا: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا
قال رجل للنبي صل الله عليه وسلم : أرسل ناقتي وأتوكل ؟ قال : ( اعقِلْها وتوكَّلْ )
الراوي : عمرو بن أمية | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان | الصفحة : 731 | خلاصة حكم المحدث : حسن
فالتوكل هو العمل ، والأخذ بالأسباب والتعلق برحمة الخالق والرضا بما سيقضي به وهو مضاد للتواكل الذي لا يستند إلى السعي.