الله لطيف بعباده
لو كان حسن إختيار الزوج بصفاء النية وطهرية قلب المرأة ، لما تزوجت آسيا بنت مزاحم من فرعون.
ولو كان إختيار الزوجة الصالحة بحكمة الرجل ورجاحة عقله ،
لما تزوج نوح من ( واهلة ) ولوط من ( واعلة ) ، وهما الخائنين للحق.
ولو كان صلاح الإبن وبره أو فساده بسبب الأب ،
لما أنجب آزر بخليل الرحمن ولا غرق إبن نبي من أولي العزم مع الكافرين وهو { كنعان إبن نوح }.
لو كانت السلامة من ألسنة الناس وذلهم ، لما سلم أشرف خلق الله من قباحة العاص بن وائل الذي أطلق عليه الأبتر.
ولكنها إبتلاءات أخذت بعضها برقاب بعض ليصبر من يصبر.
وتمُرّ أقدارُ الحياةِ ثقيلةً
فنُظنّ أنّا سوفَ نهلَكُ بعدَها
فإذا بلُطفِ اللهِ يهطِلُ فجأةً
ليُذيقَنا سِعةَ الحياةِ ورغْدَها
فنفوسنا عندَ الإلهِ وديعةٌ
حاشاهُ يخذِلُ صبرَها ويرُدّها
سيُغيثُها يومًا ويجبرُ كسْرها
حتى وإنْ طالَ البلاءُ وهدّها
اللهم إنها أياما ثقال ، فهونها واجعلها برحمتك تمر ولا تضر.
أياما أوجعت وأنهكت ، أبكت وأحزنت.
أيام لا يتحملها إلا الصابرين والراضيين بقضاءك وقدرك.