المادة هي الفخ الأعظم للبشرية
لأن وجودها أولي وثانوي
أولي لتلبية الإحتياجات والمعيشة والرخاء
وثانوي لأنها يجب أن تأتي بعد سلامك الداخلي ،
وإستقرارك النفسي وعلاقتك مع الله ومع نفسك ؛ بمعنى أنها سلاح ذو حدين يجب التعامل معه بكل حذر.
فإذا إندمجت لتحقيق الثراء والإكتفاء المادي ونسيت أصل وجودك ورسالتك فأنت تخسر نفسك بجدارة.
لأنك وضعت المادة كهدف أولي وسقطت في الفخ الأعظم ،
والنتيجة أنك تخسر روحك وسلامك وعُمرك الذي أفنيته في الركض خلف المادة ونسيت أن تعيش ونسيت هدفك الأسمى.
وإذا إندمجت في التطور والإرتقاء والتصوف فهذا مكسب عظيم للروح ،
ولكن سوف تسقُط في فخ آخر أكثر فتكاً وهو الفقر.
فالزمن يتغير وأصبحنا في عالم لا يدور إلا بكارت الفيزا ،
وإذا سقطت في فخ الفقر ربما وعيك ينقذك لكن لن تكون مؤثر في هذا العالم الذي يحتاج الكثير من المنارات العلمية ،
وجنود الله لصد السيول المهولة من الجهل والفساد والحروب الفكرية.
وجود المادة والثراء مع الوعي والعقل الحكيم يكون أكثر تأثيراً ،
ويكون دورك أعظم في حياتك القصيرة التي سوف تُسئل عنها فيما أفنيتها.
فما فائدة حياتك إذا عشت في كهف تأكل فُتات ؟
لماذا خلق الله لنا الفاكهة والأعناب والخيرات ؟
لننعم بها ونُساعد غيرنا لكي ينعم بها أم لتركها ؟
التوازن يضمن لك المكانة الأعلى
فحذاري أن تلهث خلف المادة وتنسى روح الله بداخلك ،
وتنسى رسالتك وإصلاحك في نفسك وفي الأرض وتنسى أساس وجودك ؛
وهذا لا يمنع سعيك للثراء والإكتفاء المالي ،
فالمادة أيضاً نعمة من نعم الله يُمكن إستخدامها في تغيير الكون ،
ومساعدة كل من يحتاج مُساعدة
وإنقاذ أهلك ومن تُحب.
إقرأ أيضا: التعلق في العلاقات العاطفية
ولكن الأولوية لنقائك وكونك إنسان صالح واعي معطاء مُثقف ،
مؤثر في من حولك وعلاقتك بنفسك وبربك أحسن ما يكون.
ثم تأتي المادة لتكملتك وتكملة قوتك وليس العكس.
ولتعلم جيداً أن الوعي والتنوير العقلي هو العامل الأساسي لجذب المادة والثراء والإكتفاء المالي.
فلا ثراء بدون عقل مُستنير ومُخ واعي لديه القدرة على الإبتكار والإستمرار والشغف وخلق فرص جديدة وأفكار مُبتكرة وبنائة.