المسلم بين المحمول والمحفوظ
تصارعني نفسي بين هاتفي ومصحفي ؛ أشتاق إلى تلاوة الآيات فأركض بقلبي نحو القرآن.
فيأتيني إشعار برسائل من مواقع التواصل ،
فتصارعني نفسي ﻷﻟﺘﻘﻂ ﻫﺎﺗﻔﻲ ﻭﺃﻧﻈﺮ ﻟﻤﺼﺤﻔﻲ ﻗﺎﺋﻠﺔ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻭﺃﻋﻮﺩ ﺇﻟﻴﻚ !
ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻭﺗﻌﻠﻴﻖ ﻭﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﻣﻨﺸﻮﺭ ﻭﺻﻮﺭﺓ ﻭﻣﻀﺖ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ!
ﺣﺘﻰ ﺗﻤﺎﺩﺕ ﻓﺼﺎﺭﺕ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺍﻧﻘﻀﺖ ﺛﻢ ﺳﺎﻋﺔ ﺃﺧﺮﻯ ، ﺃﻗﺒﻠﺖ ﻭﻫﺎﺗﻔﻲ ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﻳﺪﻱ
ﻭﻻ ﻳﻔﺎﺭﻕ ﻋﻴﻨﻲ!
ﻭﻣﺼﺤﻔﻲ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺮﻑ ﻳﻨﺘﻈﺮ.
ﻣﻀﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺳﺨﺎﻓﺘﻲ ﻓﻲ ﺃﻧﻲ ﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ، ﺣﺴﺒﺖ ﺃنّي … ﻓﺘﺒﻴﻦ ﺃﻧﻨﻲ ﻟﻬﺎﺗﻔﻲ ﻛﺎﻟﻌﺎﺷﻖ ﺍﻟﻮﻟﻬﺎﻥ.
ﻭﺗﺒﻴﻦ ﺃﻧﻨﻲ ﻟﻤﺼﺤﻔﻲ ﻫﺎﺟﺮ ﺳﻜﺮﺍﻥ ،أﺳﻜﺮﺗﻨﻲ الغفلة ﺑﻬﻮﺍئها ﺣﺘﻰ ﻧﺴﻴﺖ ﺃﻧﻨﻲ ﺇﻧﺴﺎﻥ ، ﺃﺗﺒﺎﻛﻰ ﻋﻨﺪ ﻗﺼﺔ ﻛﺮﺗﻮﻥ ﺃﻭ ﻣﻮﺕ ﻓﻨﺎﻥ.
ﻭﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻭﺍﻷﺭﺿﻴﻦ ﻭﻛﻞ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﺸﻌﺖ ﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﺃﻧﺎ ﺧﺸﻌﺖ ﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻫﻮﺟﺎﺀ ، ﻋﻤﻴﺎﺀ ، ﺻﻤﺎﺀ.
ﻧﻌﻢ ﺃﺻﻠﻲ ﻭﻟﻜﻦ ﺻﻼﺗﻲ ﻓﻲ ﻭﺍﺩٍ ﻭﻗﻠﺒﻲ ﻭﻋﻘﻠﻲ ﻓﻲ ﻭﺍﺩ.
ﻭﻳﺤﻚ ﻳﺎ ﻧﻔﺴﻲ ﺇﺫﺍ ﻫﺠﻢ ﻋﻠﻴﻚ ﻫﺎﺩﻡ ﺍﻟﻠﺬﺍﺕ ﻭﻧﺰﻉ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﺮﻭﺡ والآهات.
ﻭﻳﺤﻚ ﻳﺎ ﻧﻔﺲ ﺣﻴﻦ ﺗﺮﻳﻦ ﻏﻴﺮﻙ ﻳﻌﺒﺮ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﻛﻠﻤﺢ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻧﺤﻮ ﺟﻨﺔ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ، ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺴﻴﺮﻳﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺒﻮﺍ.
ﻻ ﺯﻟﺖ ﺍلآﻥ ﺗﺘﻨﻔﺴﻴﻦ فراجعي نفسك وتوبي إلى الله ، ﻭﻟﻦ ﺗﺘﻮﺑﻲ وترجعي ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ إلى أن ﺗﻔﻴﻘﻲ.
ﻭأﻧﺖ ﻳﺎ ﻫﺎﺗﻔﻲ ﺍﻟﻤﺸﺆﻭﻡ ﺑﻌﺪﺍً ﻟﻚ ﺑﻌﺪﺍً ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺃﻭ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒﺎً ﻓﻲ ﺷﻘﺎﺋﻲ.
أفيقوا يرحمنا ويرحمكم الله قبل أن تأتي لحظة وأقل من اللمحة وطرفة عين.