المشعوذ الجزء الثاني
يقول صرت معروفا وسط المصلين والناس بأخلاقي العالية وبمحافظتي على الصلاة والصلاة في الصف الأول ،
ثم بدأت أعرض خدماتي على الناس على أساس أن الله أعطاني حكمة وقدرة على مداواة الناس.
بدأت الناس بتوافد علي واندهشت من شدة يأس الناس وانجذابهم لمثل هذه الأمور ،
وما لبثت حتى أصبحت شعبيتي كبيرة.
ثم بدأت أطور عملي وكان لابد من تغيير مكان إقامتي.
عرض علي أحد زبائني مسكنا في احدى الأحياء الغنية ، وهناك انتقلت إلى مستوى آخر وبدأت وفود من رجال الأعمال تأتيني.
غيرت مكان اقامتي وبدأت وفود من رجال الأعمال تأتيني وهنا نقلت عملي إلى مستوى آخر ،
وصار عملي متقنا ، وكنت أطلب أموالا كثيرة اتجاه خدماتي وكانوا يلبونها لي حتى صار كل زبائني من أصحاب النفوذ.
وكان لي هوس بالفتيات فصرت أشتري نساء من عدة بلدان وكنا يساعدنني في عملي ،
مقابل هذه الخدمات صار الجن يطلب مني قرابين صعب احضارها ، انتقلت من ذبح الديكة والقطط والكلاب إلى الأطفال.
في بادئ الأمر كنت أحضر جثث الأطفال الموتى حديثا من المقابر ، حيث كانت تأتيني معلومات من مساعدين لي ومن معارفي ،
كنت أدخل المقبرة في الليل وكان الجن يدلني على القبر لأنبشه وأستخرج الجثة ،
كنت أحملها في كيس وأخرج سريعا من المقبرة دون أن يراني أحد ، وأحملها إلى المنزل.
في أحد الأيام وقعت لي حادثة التقيت بإمرأة كانت تعمل نفس عملي ، وكانت مشعوذة من الطراز العالي تدعى خالتي الجوهر ،
طبعا كانت تأتي إلى المقابر لأخذ الجثث أيضا كان لقائنا سريعا ، ولكن كانت لي قصة طويلة معها فيما بعد.
جثث الأطفال لم تكن متوفرة دائما ، فكان لزاما علي أن أنتقل إلى الأحياء.
ذهبت إلى حي فقير وانتظرت التلاميذ عند خروجهم من المدرسة ، وكنت قد رصدت فتاة صغيرة في سنتها الأولى.
إقرأ أيضا: قصة أرمنية والأصالة السورية
تقدمت منها وعرضت عليها بعض الحلوى وطلبت منها أن ترشدني على المسجد ،
وفي غفلة من ناس حملتها في سيارتي بعد تنويمها وانطلقت.
كانت الفتاة تدعى نور ، لم أنسى ملامح وجهها وصراخها حتى الأن.
فعلت كما تفعل السحرة خاصة في أعمالي ، وكنت أحتفظ بالباقي في الثلاجة لاستعماله عند الضرورة ،
صارت أعمالي تزيد وتزدهر ، وكنت أحضر المزيد من الأطفال ، استلزمني الأمر منزلا آخر.
فقمت بشراء قصر في نفس الحي وبنيت غرفا خاصة بكل شيء ، حتى أني وضعت غرفة خاصة للأطفال الذين أخطفهم ،
تتوفر على كل شيء ، حتى إن الاطفال تعجبهم وكنت أوفر لهم كل أساليب الراحة حتى يحين وقت الاستعانة بهم.
كان زبائني يطلبون أن أساعدهم في الفوز بصفقات عمل مربحة أو إخراج أولادهم من السجن ، أو الزواج.
صرت أملك مالا وفيرا ، ولكن فضولي تركني أزداد تعلقا بهذا المجال ،
فكان يأتيني منه كل جديد ، ورأيت العالم بمنظور آخر ،
ورأيت كيف يركض الناس وراء شهوات الدنيا وكم هم مستعدون لدفع مقابله.
أردت تعلم المزيد ، فاتجهت إلى منزل خالتي الجوهر التي كانت أكبر مني بخمس سنوات وأكثر خبرة مني.
كان لقائي الأول معها مثيرا جدا ، رحبت بي وقصت علي كيف دخلت عالم الجن ، كانت قصتها مشوقة جدا.
طلبت منها أن تعلمني أساليب لا أعرفها.
قبلت بكل سرور ، أذكر أنها كانت تملك عفريتا يدعى شريبا كان يحضر لها كل الأخبار وكل أحداث جديدة ،
وكان يتشكل أمامنا في شكل فتى صغير.
طلبت منه أن يحضر لها كتابا فأحضره بلمح البصر ، كان كتابا عن السحر المظلم لم أعرفه من قبل.
قرأت الكتاب وبدأت أطبق ما فيه مع خالتي الجوهر وكانت ترشدني ،
حتى أني صرت أستطيع معرفة كل المعلومات عن زبوني من النظرة الأولى.
إقرأ أيضا: المشعوذ الجزء الثالث
تطورت علاقتي مع خالتي الجوهر حتى أننا تزوجنا بعد مدة قصيرة وعشنا مدة سنتين مع بعضنا ،
وكنا نشتغل في أعمال السحر معا وقد رزقنا بطفل قام الجن بأخذه منا عندما كانت الجوهر حاملة به في شهرها التاسع.
وكان هذا اتفاقنا مع الشيطان أن ذريتنا ستكون له.
إنفصلنا أنا وخالتي الجوهر وقررنا أن يعود كل واحد منا إلى حياته السابقة ، وبقينا على اتصال.
عدت إلى منزلي وباشرت عملي من جديد.
في أحد الأيام كنت خارجا من المسجد فإذا بي رايت سيدة أعجبت بها من النظرة الأولى ،
كانت إمرأة متحجبة تقدمت لخطبتها وتزوجتها بعدة مدة وأقمت معها في منزل آخر بعيدا عن قصري.
تغيرت حياتي معها فقد جذبتني إليها وجعلتني أقع في غرامها.
أنجبت منها ولدين ، وكان الجن يريد اختطافهما ولكن تمسكها بدينها وصلاتها وقراءة القران جعل الجن يخاف الاقتراب منها.
عزمت على توبة وأخفيت هذا الأمر لأيام عدة ، حتى كانت زوجتي حامل بابننا الثالث ،
فبحت لها بسري وعن الأعمال التي أمارسها وأني أريد التوبة.
تفاجأت برد فعلها حيث أنها بكت ، ثم أخبرتني أنها ستقف معي وتساعدني في التوبة ،
ومنذ ذلك اليوم قررت العزوف عن العمل مع الجن ، ولكن الأمر لم يكن سهلا ولم أتوقع ما هو آت.
يتبع ..