الملك تبع اليماني
قصة من عبق التاريخ اليمني
قال في رسول الله محمد صل الله عليه وسلم ( قبل سبعمائة سنة من البعثة )
شهدت على أحمد أنه رسول من الله باري النسم ، فلو مدّ عمري إلى عمره ، لكنت وزيرا له وابن عم.
أسعد الكامل واسمه أبو كرب أسعد ملك كرب يهامن ، ولد في خمر ونشأ في جبل هنُوم (الاهنوم) في أرض همدان.
حكم اليمن في نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس الميلادي حكما مركزياً وبسط نفوذه على عموم الأرض اليمنية ،
في البحر الأحمر إلى ظفار وفي المحيط الهندي إلى نجد والحجاز.
وشارك أباه في الحكم قبل أن ينفرد بالسلطة ، مما أكسبه خبرة وتجربة ورشادة تماما مثل ما حدث بسلطة شمر يرعش ،
الذي شارك أباه ياسر ينعم أو ناشر النعم.
دام حكم أسعد منفردا حوالى ثلاثين عاماً.
حمل أطول لقب ملكي سام في تاريخ اليمن وهو «ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت وأعرابهم في الطود وتهامة»
وعرف بألقاب عدة منها تبع أسعد وتبع الأوسط والتبع اليماني والتبع الرائد (وهو إسم تسمى به جده شمر يرعش).
وأسعد الكامل أشهر ألقابه وسُمي بالكامل لكمال خلقه أو لاكتمال دولته أو لاعتناقه اليهودية ،
وهذا إحتمال ضعيف لا تؤيده المصادر العربية القديمة.
قوم تبع قوم ورد ذكرهم في القرآن الكريم في سورة ق وهم أناس سكنوا اليمن وسمي بتبع ،
لأن الملك اليماني كان يلقب بالتبع كما أن ملك فارس يلقب بكسرى.
وسموا بالتبع لأنهم يتبعونه ، والتبع المقصود في هذه القصة إستنادا إلى روايات لم يتسن التأكد من صحتها هو أسعد أبا كرب.
ويروى عن الرسول صل الله عليه وسلم حديث غير معلوم الصحة أنه قال :
لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم مما يوحي أن قومه هم من كفروا بالله وبأنبيائه ،
أو كان معهم على أمرهم من التكذيب ثم آمن بالله بعدها ،
إقرأ أيضا: جاء رجل إلى الشعبي وقال إني تزوجت إمرأة فوجدتها عرجاء
ويقال هذا الملك هو أول من كسا الكعبة وفي هذا حديث للمصطفى عليه الصلاة والسلام لا تسبوا أسعد الحميري فإنه أول من كسا الكعبة.
ويعتقد بعض المفسّرين أنّ تبع كان رجلاً مؤمنا ، واعتبروا تعبير ( قوم تبّع ) الذي ورد في آيتين من القرآن دليلاً على ذلك ،
حيث أنّه لم يُذَمّ في هاتين الآيتين ، بل ذُم قومه ، والرّواية المروية عن النبي صل الله عليه وآله وسلم شاهدة على ذلك ،
ففي هذه الرواية أنه قال : ( لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم ).
وجاء في حديث ( إن تبعا قال للأوس والخزرج : كونوا ها هنا حتى يخرج هذا النبي ، أما لو أدركته لخدمته وخرجت معه ).
وورد في رواية أخرى : إن تبعا لما قدم المدينة من أحد أسفاره ، ونزل بفنائها ،
بعث إلى أحبار اليهود الذين كانوا يسكنونها فقال : إنّي مخرب هذا البلد حتى لا تقوم به يهودية ، ويرجع الأمر إلى دين العرب.
فقال له شامول اليهودي ـ وهو يومئذ أعلمهم ـ أيها الملك إنّ هذا بلد يكون إليه مهاجر نبي من بني إسماعيل ، مولده بمكّة إسمه أحمد.
ثمّ ذكروا له بعض شمائل نبي الإسلام صل الله عليه وآله وسلم.
فقال تبع وكأنّه كان عالما بالأمر : ما إلى هذا البلد من سبيل ،
وما كان ليكون خرابها على يدي بل ورد في رواية في ذيل تلك القصة أنّه قال لمن كان معه من الأوس والخزرج :
أقيموا بهذا البلد ، فإنّ خرج النبي الموعود فآزروه وانصروه ، وأوصوا بذلك أولادكم ،
حتى أنّه كتب رسالة أودعهم إياها ذكر فيها إيمانه بالرسول الأعظم صل الله عليه وآله وسلم.
ويروي صاحب أعلام القرآن أن تبّعا كان أحد ملوك اليمن الذين فتحوا العالم ،
فقد سار بجيشه إلى الهند واستولى على بلدان تلك المنطقة.
إقرأ أيضا: الفرق بين سليمان القانوني في حريم السلطان والحقيقة
وقاد جيشا إلى مكّة ، وكان يريد هدم الكعبة ، فأصابه مرض عضال عجز الأطباء عن علاجه ،
وكان من بين حاشيته جمع من العلماء ، كان رئيسهم حكيماً يدعى شامول ،
فقال له : إنّ مرضك بسبب سوء نيتك في شأن الكعبة ، وستشفى إذا صرفت ذهنك عن هذه الفكرة واستغفرت.
فرجع تبع عما أراد ونذر أن يحترم الكعبة ، فلما تحسن حاله كسا الكعبة ببرد يماني.
وقد وردت قصة كسوة الكعبة في تواريخ أخرى حتى بلغت حد التواتر.
وكان تحرك الجيش هذا ، ومسألة كسوة الكعبة في القرن الخامس الميلادي ، ويوجد اليوم في مكة مكان يسمى ( دار التبابعة ).
وعلى أية حال ، فإنّ القسم الأعظم من تأريخ ملوك التبابعة في اليمن لا يخلو من الغموض من الناحية التاريخية ،
حيث لا نعلم كثيرا عن عددهم ، ومدّة حكومتهم.