المنطق والحظ
كان هناك شخص اسمه المنطق والثاني اسمه الحظ وكانا راكبين سيارة ، وفي منتصف الطريق نفد وقود سيارتهما ،
وحاولا أن يكملا طريقهما مشياً على الأقدام ، قبل أن يحل عليهما الليل ، وعلهما يجدان مأوى ، ولكن دون جدوى.
فقال المنطق للحظ : لننمْ حتى يطلع الصبح ، وبعدها نكمل الطريق.
فقرر المنطق أن ينام بجانب شجرة ، في حين قرر الحظ أن ينام في منتصف الشارع.
قال له المنطق : أمجنون أنت؟ ستعرض نفسكَ للموت ، من الممكن أن تأتي سيارة وتدهسك؟!
فقال له الحظ : لن أنام إلا منتصف الشارع ، ومن الممكن أن تأتي سيارة فتراني وتنقذنا.
وفعلاً نام المنطق تحت الشجرة ، والحظ في منتصف الشارع.
بعد ساعة جاءت سيارة كبيرة مسرعة ، ولما رأت شخصاً في منتصف الشارع حاولت التوقف ، ولكن لم تستطع ،
فانحرفت باتجاه الشجرة ، ودهست المنطق وعاش الحظ ، وهذا هو الواقع.
إن للحظ دوراً مع الناس أحيانا ، مع أنه مخالف للمنطق ؛ لأنه قدرهما.
فعسى أن يكون تأخيرك عن سفر خيراً لك ، وعسى أن يكون حرمانك من زواج بركة ،
وعسى أن يكون ردك عن وظيفة فائدة ، وعسى أن يكون حرمانك من طفل هو لمصلحة العائلة.
وعسى أن تكرهوا شيئا ، وهو خيرٌ لكم.
لأنه يعلم وأنت لا تعلم ، فلا تتضايق لأي شيء يحدث لك.
الحكمة : يقال : لا تكثر من الشكوى فيأتيك الهم.
نحنُ بخير ، مَاِ دُمنا نستطيع النوم من دُون مُسكنات ، ولا نَستيقظ عَلى صوت جهاز طبي مَوصُول بأجسادنا.
لا تنظر إلى الْخلف ؛ فَفِيه مَاض قد يزعِجك ، ولا تنظر إلى الأمام فَفِيه مُسْتقبل قد يُقلقك ، لَكن انظر إلى الأعلى فَهناك رَب يُسعدك.