النصيب الجزء الأول
النصيب الجزء الأول
عندما أصبحت شابة ، ظهر بحياتي ابن جيراننا ، أصبحت أراه فجأة عند ذهابي وإيابي ، وكأنّ لا عمل لديه سوى انتظاري ،
لحين أقبلَ نحوي وقال : أنا معجبٌ بك.
كانت هذه أول كلمة أسمعها من شاب فقلت له بعفويّة : شكرا لك.
نظر لي نظرات لم أفهمها ثم قال : هذا الذي استطعتي قوله؟!
ماذا كنتَ تنتظر أن أردَّ عليك؟ أن أقول لك وأنا أيضا؟
نظر لي بعينين ضاحكتين نظرة لم أفهمها حينها ، ولم تمضي بضعة أيام حتى اتّصلَتْ أمه بأمي تطلبُ زيارتنا ،
رحَبَّتْ بها واعتَقَدَتْها زيارةَ جيرانٍ عادية ، لكن ما إن دخلْتُ وقدّمتُ القهوة حتى قالَت أمه :
اجلسي بجانبي.
ثم نظرت إلى أمي وأردَفَت : أود أن أطلب يد ابنتك لابني.
نظرت أمي والدهشةُ تعلو وجهها ، ولم ترد بالرفض أو بالموافقة فقد قالت : سأسأل أبيها عند عودته من العمل.
ثم طلبَت مني الذهاب لغرفتي ، فحلَّقْتُ كعصفورة سعيدة ، وكأني كنتُ على علاقةِ حُب به ،
وتحقَّقَتْ أمنيتي بتقدّمه للزواج مني ، فقد تخيلت نفسي للحظة عروسا بفستان زفاف ،
وفَهِمْتُ حينها أنّ ردي عليه قد فَهِمَهُ بأني معجبة به ، ومع أني لست كذلك ،
لكني أيقنتُ حينها أنّ ذلك الموقف قد حصل ليجعلَهُ من نصيبي ، وأعيشَ معه الحب الذي لم يخطر ببالي أني قد أمرّ به في ذلك الوقت ،
خاصة أني ضَمِنتُ حب الطرف الآخر لي ، ولن أحيا في ألم الحب من طرف واحد.
عند عودة أبي صور الزواج لي كوحش سيلتهم حياتي ومستقبلي ، ثم بدأ بسرد عيوبه قائلا :
إنه شاب ليس متعلم ، ووضعه المادي أقل من وضعنا ، مما يجعلك بعد الزواج في وضع لا يسمح لك بالطلبات الكثيرة.
إقرأ أيضا: النصيب الجزء الثاني والأخير
غير أن الرجل بعد الزواج يصبح خاليا من المشاعر والأحاسيس التي قد يظهرها لكِ في أيام الخطوبة ،
كون تركيزه سيكون على العمل وتأمين لقمة العيش ، فبعد أن يضمن أنك أصبحت ملكه ،
لن يهمه أمرك ولا شعورك ، وستكونين مثل المزهرية في المنزل موجودة للزينة ،
أي ليتمتع بك بعد أن تصبحين حلاله ، ليس أكثر.
لم أقتنع بكلامه كوني سمعت عن قصص زواج ناجحة ، غير أني لم أكن أملك سوى الشهادة الثانوية حينها ،
فقد تقدم لخطبتي بعد نجاحي بأيام ، ووضعنا المادي ليس في العلالي كما يقولون ،
فلم أرى نفسي أعلى منه بشيء ، ولم أقتنع بكلام أبي الذي رأيت به مبالغة كبيرة ، ومن حينها تغيَّرَت نظرتي للحياة ، وحياتي.
يتبع ..