النفاق وأنواعه
هل النفاق يخرج صاحبه من الملة؟
النفاق في الأصل هو إظهار الشيء وإخفاء خلافه أو مخالفة الظاهر للباطن ، وهو في الشرع إظهار الإيمان وإبطان الكفر.
قال ابن رجب رحمه الله : تقرر عند الصحابة رضي الله عنهم أن النفاق هو إختلاف السر والعلانية. [جامع العلوم والحكم ٤٣٤/١].
وقال ابن كثير رحمه الله : النفاق هو إظهار الخير ، وإسرار الشر. [تفسير ابن كثير ٤٨/١].
أنواع النفاق
النفاق قسمان : أكبر وأصغر.
قال ابن القيم رحمه الله : النفاق هو الداء العضال الباطن الذي يكون الرجل ممتلئا منه ، وهو لا يشعر ،
فإنه أمر خفي على الناس ، وكثيرا ما يخفى على من تلبس به فيزعم أنه مصلح وهو مفسد ، وهو نوعان :أكبر وأصغر.
النفاق الأكبر :
أصل النفاق الأكبر هو إظهار الإيمان وإبطان الكفر ، قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله :
المنافق هو من يظهر الإيمان ، ويسر الكفر. [العذب المنير٦١٩/٥].
والنفاق الأكبر صاحبه في الدرك الأسفل من النار ، قال الله تعالى : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا }* [النساء : ١٤٥]
صور النفاق الأكبر
النفاق الأكبر صوره كثيرة منها : الإعتقادي ومنها العملي وقد دل عليها الكتاب والسنة ، ومنها :
الإعتقادي : تكذيب الرسول صل الله عليه وسلم ، أو تكذيب بعض ما جاء به.
بغض الرسول صل الله عليه وسلم ، أو بغض ما جاء به.
المسرَّة بانخفاض دين الرسول صل الله عليه وسلم ، أو كراهية إنتصار دين الرسول صل الله عليه وسلم.
عدم إعتقاد وجوب تصديق الرسول صل الله عليه وسلم فيما أخبر.
عدم إعتقاد وجوب طاعته صل الله عليه وسلم فيما أمر.
إقرأ أيضا: مفهوم الخجل
العملي :
أذى الرسول صل الله عليه وسلم أو عيبه ولمزه.
مظاهرة الكافرين ومناصرتهم على المؤمنين.
الإستهزاء والسخرية بالمؤمنين لأجل إيمانهم وطاعتهم لله ولرسوله.
التولي والإعراض عن حكم الله وحكم رسوله صل الله عليه وسلم.
أما النفاق الأصغر :
للنفاق الأصغر خمس صفات مذكورة في قوله صل الله عليه وسلم :
{ آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان } وفي رواية : { وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر} متفق عليه.
ما الفرق بين النفاق الأكبر والنفاق الأصغر؟
أن النفاق الأكبر يخرج من الملة ، والنفاق الأصغر لا يخرج من الملة.
النفاق الأكبر لا يصدر من مؤمن ، وأما النفاق الأصغر فقد يصدر من مؤمن.
مرتكب النفاق الأكبر هو الذي يصح إطلاق اسم النفاق عليه ،
أما من ارتكب شيئاً من أنواع النفاق الأصغر فلا يصح أن يوصف بالنفاق على وجه الإطلاق وإنما يقال : فيه صفة من صفات المنافق.