الوسائل المفيدة للحياة السعيدة
الوسائل المفيدة للحياة السعيدة
في قول النبي صل الله عليه وسلم : لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر ، فائدتان عظيمتان :
إحداهما : الإرشاد إلى معاملة الزوجة والقريب
والصاحب والمعامل ، وكل من بينك وبينه علاقة وإتصال.
وأنه ينبغي أن توطن نفسك على أنه لا بد أن يكون فيه عيب أو نقص أو أمر تكرهه ،
فإذا وجدت ذلك ، فقارن بين هذا وبين ما يجب عليك أو ينبغي لك من قوة الإتصال والإبقاء على المحبة.
تذكر ما فيه من المحاسن ، والمقاصد الخاصة والعامة ، وبهذا الإغضاء عن المساوئ وملاحظة المحاسن ،
تدوم الصحبة والإتصال وتتم الراحة وتحصل لك.
الفائدة_الثانية :
وهي زوال الهم والقلق ، وبقاء الصفاء ، والمداومة على القيام بالحقوق الواجبة والمستحبة ،
وحصول الراحة بين الطرفين ، ومن لم يسترشد بهذا الذي ذكره النبي صل الله عليه وسلم –
بل عكس القضية ، فلحظ المساوئ ، وعمي عن المحاسن ،
فلابد أن يقلق ولابد أن يتكدر ما بينه وبين من يتصل به من المحبة ،
ويتقطع كثير من الحقوق التي على كل منهما
المحافظة عليها.
وكثير من الناس ذوي الهمم العالية يوطنون أنفسهم عند وقوع الكوارث والمزعجات على الصبر والطمأنينة.
لكن عند الأمور التافهة البسيطة يقلقون ، ويتكدر الصفاء ، والسبب في هذا أنهم وطنوا نفوسهم عند الأمور الكبار ،
وتركوها عند الأمور الصغار فضرتهم وأثرت في راحتهم.
إقرأ أيضا: أتبع السيئة الحسنة تمحها .. منهج تربوي ونفسي وعملي عظيم!
فالحازم يوطن نفسه على الأمور القليلة والكبيرة ويسأل الله الإعانة عليها ،
وأن لا يكله إلى نفسه طرفة عين ، فعند ذلك يسهل عليه الصغير ، كما سهل عليه الكبير.
ويبقى مطمئن النفس ساكن القلب مستريحا.
كتاب الوسائل المفيدة للحياة السعيدة
تأليف الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله.