اليوم مر عشر سنوات على طلاقي منها
بدأ حديثه مع صديقه بتلك العبارة وهو متأثر جدا.
هو الذي عاش مع زوجته سبع سنوات لم يرى منها سوءا قط ، كانت رقيقة لطيفة متفائلة.
لديها القدرة على تحويل أصعب المواقف بؤسا إلى مزحة خفيفة الظل.
لم تعاتبه يوما على شيء فعله ولم تلمه على شيء لم يفعله.
تأخذ الحياة على محمل سهل.
حتى حينما طلب منها أن يتركها أخذت الأمور ببساطة.
توقع أن تصرخ ، تبكي ، أن تركل الأرض وربما سددت له بعض اللكمات في عينه.
كيف يطلقها هكذا بعد عشرة العمر؟
كيف هانت عليه؟
لكنها بكل سهولة قالت له : إن بعتني فلن أشتريك ولو بدمعة واحدة ، فأنا أستحق رجلا أملأ عينه وقلبه وحياته.
تركته ولم تلتفت.
أما هو فكان يبرر للجميع عائلته أصدقاؤه ، زملاؤه في العمل ، إكتشف أن الجميع يحبها أكثر منه.
أدرك أنهم يرونها بعين غير التي كان يراها بها ،
كان يراها إمرأة مملة رتيبة تسير حياته معها على وتيرة واحدة.
صاح فيهم جميعا : لقد مللت ، فقدت الشغف
ما أنام فيه أصحو عليه ، لا جديد في حياتي.
أتدركون كم هو قاس أن تعرف ما يدور بعقل إمرأتك تعرف ما ستقول وماذا ستفعل.
تعلم كيف ستتصرف وبماذا ستتكلم وعن أي شيء ستتحدث من قبل أن تتفوه بحرف واحد.
إقرأ أيضا: للرحيل حكايات
تعرف تعقيبها وردت فعلها على كل الأمور.
حياتك معها عادية لا مغامرة فيها ولا تحدي ، مطيعة حد الضجر ، هادئة حد الملل.
أغلق صديقه الهاتف ولم يعقب ، فهذه محادثة يومية يتلوها على أذنه كل صباح ،
بعد أن أهدر عشر سنوات من عمره تزوج فيهن عدة مرات ، وخطب عشرات المرات ،
وفي كل مرة كان يبحث عن ظل زوجته الأولى ولا يجده.
أن تكون في نعمة ولا تقدرها حق قدرها فقط لأنها أصبحت عادية ، فأنت وحدك من تدفع الثمن.
الإعتياد والرتابة والملل الذي ضجرت منه نعمة تستحق الشكر آناء الليل وأطراف النهار.
المرأة الصالحة نعمة تستوجب الشكر والحمد ،
أما ما تبحث عنه مع شيطانك من إغواء وإغراء ،
فهو ما زينه لك وجعلك تهدم بيتك لتلهث وراء سراب إسمه الشغف.
(( استَوْصوا بالنِّساءِ خيرًا فإنَّهنَّ عَوانٌ في أيديكُم أخذتموهنَّ بأمانةِ اللهِ واستحللْتُم فروجَهنَّ بكلمةِ اللهِ))