بر الوالدين في أمور لطيفة يسيرة لكنها للطفها قد تغيب عن أذهان الكثيرين بحكم الإعتياد على خلافها!
ومن ذلك على سبيل المثال :
من فقه البر : جاء النهي عن السلف عن مجادلة الأب ومغالبته بالحجة ؛
ففي كتاب بر الوالدين لابن الجوزي قوله : وقال يزيد بن أبي حبيب :
(إيجاب الحجة على الوالدين عقوق).
يعني الإنتصار عليهما في الكلام.
وكذلك السعي لغلبة حجته على حجتهما بالجدال كما يفعل مع سائر الناس.
ومن فقه البر : أن يحاول الولد فهم حاجات والديه ليبادر بها قبل طلبهما ؛
فذلك أبلغ وأكثر وقْعا وحماية لهما من ذل المنة ، كالمبادرة بالإهداء والهبة لهما ليتصدقا ويهديا مثلا.
ومن فقه البر : حين يختارك الله ويصطفيك لتبر بأحد والديك أو كليهما ،
فلا يفسدن الشيطان عليك هذا الإصطفاء فيقول لك : وباقي إخوتك ، ما دورهم ؟ أين هم؟
ومن فقه البر : قال الحسن البصري لرجل :
تعشَّ العشاء مع أمك ، تؤانسها وتجالسها وتقرُّ بك عينُها ، أحب إليّ من حجة تطوُّعا.
ومن فقه بر الوالدين : إذا جرحك أبواك بقول أو فعل فاكظم غيظك وإن إنفطر قلبك ؛
فإنهما سريعا الفيء والندم ، واعلم أن حزنك يفطر قلبيهما مرتين.
من فقه البر : إظهار حسن علاقتك بأخواتك وإخوتك ، والسكوت عن ماقد يؤلمك منهم ،
والتماس المعاذير لهم ، وإبداء محاسنهم ، وإخفاء مساوئهم أمام والديك فإنه يسرهما.
ومن فقه البر : من المؤلم أن يكون للوالد عدد من الأبناء الكبار العقلاء ، ثم لا تكاد تراهم معه في حاجته ،
بل يكون بصحبة صديق أو مع عامل يرافقه في المستشفى أو إلى المسجد أو في المناسبات ،
ففي صحبتك له عز له وسرور وفخر وجزيل أجر لك تجد بوادره في ذريتك قبل آخرتك.
ومن فقه البر : أن لا تفصلك هذه الأجهزة عن التواصل الحسي واللفظي مع الوالدين ،
إثم وعيب عليك أن تكون بحضرتهما ومشغولا عنهما لأن في هذا إستهانة بقدرهما وإيلام لهما!
ومن فقه البر : حدثهما بما يريدان لا بما تريد ، وأشعرهما بأنك تحبهما وتسعد بخدمتهما ؛
فالعامل النفسي من أوسع مجالات البر إذا أحسنت إستخدامه.
إقرأ أيضا: وصية ذهبية
ومن فقه البر : أن لا تشعرهما أنّ إخوتك لا يهتمون بهما ، وأنك البار الوحيد ،
أكّد لهما أنهما قرة أعين لأبنائهما وأن تقصير فلان كان لظرف طارئ!
من فقه البر : لا تحتد مع إخوتك في نقاش ، ولا يرتفع صوتكم في حضرتهما ؛ ففيه إزعاج لهما ، وعدم إحترام لمقامهما.
ومن فقه البر : أن يَعْلَم الواحد منا أن والديه عند الكبر تضيق نفساهما ،
وتكثر مطالبهما ، ويقل صبرهما ، { فلا تقل لهما أف }
ومن فقه البر : الإلحاح على الله بالدعاء أن يعينك ويوفقك لبر والديك.