بعث رسول الله رجلا من أصحابه برسالة إلى كسرى
بعث رسول الله رجلا من أصحابه برسالة إلى كسرى إمبراطور الفرس يدعوه فيها إلى الإسلام ،
فلما وصلت الرسالة إلى كسرى مزقها فعاد الرجل إلى الرسول صل الله عليه وسلم وأخبره بما فعله كسرى ،
فقال الرسول صل الله عليه وسلم : مزق الله ملكه وكانت اليمن تابعة لبلاد فارس وكان حاكمها واسمه ” باذان ” تابعاً لكسرى!
فبعث كسرى إلى باذان يقول له : إلى جوارك في بلاد الحجاز رجل يقول إنه نبي أرسل إليه رجلين من رجالك ،
يحضرانه إليك ثم ابعثه إلي فإن رفض أن يحضر فاقتله وابعث إلي برأسه.
بعث باذان برجلين من عنده إلى الرسول صل الله عليه وسلم فذهب الرجلان يبحثان عن الرسول صل الله عليه وسلم ،
فقابلا واحداً من كفار قريش وسألاه عن مكان الرسول صل الله عليه وسلم ،
وعرف منهما الكافر سبب حضورهما إلى الحجاز وأخبرهما أن محمداً في يثرب!
وذهب الكافر إلى قومه يقول لهم أبشروا لقد آن الأوان لتستريحوا من محمد فإن كسرى ملك الفرس سيخلصكم منه.
وذهب الرجلان إلى الرسول صل الله عليه وسلم في المدينة المنورة وقابلاه وأخبراه بما قاله كسرى ،
فطلب منهما الرسول صل الله عليه وسلم أن يحضرا إليه في الغد ،
ولما حضرا في الغد كان الله سبحانه وتعالى قد أخبر الرسول صل الله عليه وسلم عبر جبريل بأن الله قد سلط على كسرى إبنه فقتله.
فأخبر الرسول صل الله عليه وسلم الرجلين بأن كسرى قد قتل وأن الذي قتله هو إبنه.
فذهل الرجلان ودهشا أشد الدهشة وقالا للرسول هذا كلام خطير هل تتحمل نتائجه إن قلناه لحاكم اليمن باذان؟
إقرأ أيضا: محراب القلب عجائب وأسرار القلوب
قال لهم الرسول صل الله عليه وسلم : نعم أخبراه بذلك وطلب منهما أيضاً أن يخبراه أن دين الإسلام سينتشر فوق أرض كسرى ،
وأن باذان إذا أسلم فإن الرسول صل الله عليه وسلم سيبقيه حاكماً على بلاد اليمن.
فذهب الرجلان إلى باذان وأخبراه بما قاله الرسول صل الله عليه وسلم فقال باذان والله إني لأشعر أن هذا كلام نبي ،
وإن كان صادقاً فستأتينا الأخبار من فارس فنعرف أنه صادق وأنه رسول الله صل الله عليه وسلم حقا ،
و أما إن كان كاذباً فله معنا شأن آخر.
وجاءت الأخبار من بلاد فارس إلى باذان في اليمن وعرف منهما أن كل ما قاله الرسول حق فأعلن باذان إسلامه ،
وأسلم قومه معه وتحققت دعوة الرسول صل الله عليه وسلم في سنوات قليلة معدودة.
تمزقت دولة كسرى وهزم المسلمون جيوشه وانتشر الإسلام في بلاده كلها.