بعد أيام متشابهة بلا معنى خالية من الأمل عرفت الفرق بين أن نعيش وأن نكون على قيد الحياة فقط ،
خرجت منها أقوى ، أوعى ، أنضج وأكثر حكمة.
إكتشفت سر مواجهة الحياة الذي يكمن في البساطة وعدم المبالغة ،
ولم يعد لي هدف أهم من أن أكون أفضل نسخة من نفسي السابقة.
أن أكون خير خليفة في الأرض وأعمل بجد لإعمارها.
أصبحت أكثر تركيزا على الغاية التي خلقت من أجلها وهي رضى الخالق ، و أحببت نفسي بشدة ،
أظن أنها هكذا يجب أن تكون الأولويات.
أصبحت أهتم كيف أصلح علاقتي بوالدي وكيف أعالج أخطائي ، كيف أتقبل نفسي ، وأتشافى من جروحي.
لا شيء أهم من الصحة النفسية وراحة البال ، بشرتي وساعات نومي وأناقتي هي الأهم الآن.
اليوم أكثر ما يحيرني هو أي فيلم سأشاهد أولا وأي كتاب سأقرأ بين كل هذه العناوين الشيقة ،
ماذا سآكل وماذا سأرتدي ، وأكبر همومي هي إنتهاء مساحيق التجميل والعطور خاصتي.
لا يهمني من نجح ومن فشل ، ماذا يفعلون وكيف يفعلون ، لا أقارن نفسي بأحد ولا أتمنى أن أكون مكان أحد ،
ولن أحاول حتى مساعدة أحد ، تركيزي علي أنا فقط ، لأنني يوم سأحاسب ، سأحاسب علي أنا فقط.
مؤخرا قمت بمسح الكثير من المفاهيم من حياتي ، كالوثوق بسهولة وتقديم الكثير من الفرص ،
إنتظار الغائبين ، معاتبة الراحلين ، النقاشات العقيمة ، محاولة تغيير أحدهم ، تقديم نصيحة أو مساعدة لناكري الجميل ، الحب الغير مشروط.
إقرأ أيضا: صليت في مسجد وصلى بجانبي طفل لطيف
توقفت عن العطاء واستنزاف الكثير من الطاقة من أجل لا شيء ، تضييع الوقت ،
محاولة إرضاء أو نيل إعجاب أحدهم ، الوقوع في نفس الأخطاء والتعلق والتمسك بما لا يليق بي.
أصبحت أسمح برحيل الأشياء والأشخاص لأنني أعلم الخير المخبأ لي خلف ذلك ، وأن عوض الله قريب.
الحياة تافهة لدرجة أن لا شيء يستحق أن نحزن عليه ، نغضب فنأذي أنفسنا كثيرا بالرفض وعدم قبول الواقع.
نصيحتي ركز عليك فقط ، خذ من الحياة ذكريات جميلة ، ولا تنسى ملأ رصيد آخرتك.