بعد علاقة دامت لخمس أشهر
بعد علاقة دامت لخمس أشهر ، إقتنعت أخيرا أنني لم أعشقها قط ، أحببتها كصديقة مقربة ربما ، لكن ليس كحبها لي.
كنت صريحا معها وربما صراحتي كانت جارحة نوعا ما ، إختفت من حياتي في لحظة واحدة تاركة لي رسالة وداع ،
أخبرتني فيها أن أعتني بنفسي وتمنت لي التوفيق في حياتي ، تفاجئت لجرأتها وبرودة حروفها ،
كيف لفتاة ناعمة ولطيفة مثلها أن تكون بهذا البرود وتمتلك تلك القدرة على التخلي.
أظن أن صغيرتي نضجت ، هكذا إعتدت على مناداتها ” صغيرتي ” ولطالما لقبتني ” أبي”
كنت أخاف أن يستغل هذا العالم المخيف برائتها ، ففي الأخير هي حبيبتي ويحق لي الخوف عليها والإهتمام بها.
الآن وقد مرت سنتان على تركي لها أو بالأحرى تركها لي ، أنا اليوم مع فتاة أخرى ،
حبيبتي جميلة لكنها لا تحمل ملامح طفولية كتلك التي تحملها صغيرتي ،
حتى أنها لا تبدي ردات فعل مضحكة حين ترى شيئا تحبه ، ولا تقوم بحركات غريبة حين تحاول أن تحكي لي ما جرى معها.
كما أن إبتسامتها لا تقارن باتسامة صغيرتي التي تزينها وجنتان تحمران خجلا حين أغازلها أو أخبرها كم هي جميلة.
أمسك يد حبيبتي الجديدة
فأتخيلها هي مكانها ، أتذكر كل مرة أمسكت فيها يدها وسخرت من صغر حجمها ،
إقرأ أيضا: تقول لي أمي سأزوجك بفتاة لم يكن لك الشغف أن تراها بأحلامك
فتغضب وتنزعها لأعود وأمسكها من جديد.
أقبل كف يدها وأخبرها أنها ابنتي الأولى ، هل إستطاعت نسياني ؟
هل حملت كل تلك الذكريات والتفاصيل التي جمعتنا ورمت بها في القمامة ؟ أتراها لا تزال تتذكر ملامحي ؟
لا أستطيع سؤال أحد عن حالها ، ربما خوفا من أن أتلقى جوابا صادما ، كخبر أن تكون أحبت غيري ، أيمكنها ذلك حقا ؟
إسودت الدنيا في عيناي بعد غيابها فهي كانت مصدر الضوء في حياتي المعتمة مع أننا كنا نتشاجر أغلب الوقت ،
ونتصالح في بعض الأحيان ومع أني ظننت أنها لم تكن هي الفتاة التي أريدها ولم أتقبلها أبدا ،
تبا لقلبي الأحمق الذي خيل لي أن تلك المشاعر لم تكن حبا ،
لا شيء سيعوض غيابها عني حتى حبيبتي التي تحبني ليس بإمكانها جعلي أنسى ، كيف لنجمة أن تحل مكان قمر ؟
أشتاق لغيرتها وتقلب مزاجها الغير مبرر ، أشتاق لصوتها الطفولي الذي لطالما أيقظني من النوم عمدا.
لرسائلها التي لا تنتهي والتي أحيانا تكون بدون أي معنى ، أعود بتفكيري لوقت ماض كننا فيه سويا ،
فأبتسم إبتسامة يأس وشوق لما مضى
فعلا ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﻣﺎ ﻧﻤﻠﻚ إﻻ إﻥ ﻓﻘﺪﻧﺎﻩ.