بنيت المساجد في الأرض ليعبد فيها الله وحده ، ولتكون ملاذًا لأوليائه وعباده ، ولأجل هذا شرع الله تحية للمساجد بصلاة ركعتين فأكثر لمن دخل المسجد ،
فلا يليق بالمؤمن أن يدخل المسجد ، ثم يجلس دون أن يصلي فرضًا أو نفلاً ،
فإن لم يكن عليه فرض أو نافلة فليصل ركعتين بنية تحية المسجد ،
وقد أرشد رسول الله صل الله عليه وسلم الأمة قولاً وفعلاً لهاتين الركعتين.
فأبو قتادة راوي هذا الحديث من أدبه يدخل المسجد فيرى رسول الله صل الله عليه وسلم بين أصحابه يعظهم ويعلمهم ويوجههم ،
فيسرع في لقاء النبي صل الله عليه وسلم والجلوس عنده مع أصحابه الجالسين ،
فيسأله صل الله عليه وسلم قائلا : ما منعك أن تصلي تحية المسجد قبل أن تجلس؟
فرد أبو قتادة : بادرت بالجلوس إليك يا رسول الله ، فقال النبي صل الله عليه وسلم :
إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين.
كما أن ترك صلاة تحية المسجد من علامات الساعة ،
فقد أخرج الطبراني في المعجم الكبير بسند حسن عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما :
أن النبي صل الله عليه وسلم قال : “لا تتخذوا المساجد طرقًا ، إلا لذكر أو صلاة”،
وقد ذكر عبد الرزاق في المصنف عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال :
“إن من أشراط الساعة أن يمر المار بمسجد فلا يركع فيه ركعتين”.
كما أن صلاة تحية المسجد تجوز في أوقات الكراهة ؛ لأنها صلاة سببية ، فتصلى في أي وقت ،
فالراجح من أقوال العلماء جواز صلاة التحية وغيرها من ذوات الأسباب في أوقات الكراهة ؛
لأن النهي لا يتناولها ، حيث إن الأمر بها مخصص للنهي العام.
إقرأ أيضا: باب التقوى
فائدة :
استدل بعض أهل العلم بقوله : “فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ” على أنه إذا خالف ، فجلس لا يشرع له التدارك ،
والصحيح أنه لا تسقط عنه ، بل يقوم فيصليها ؛ لما جاء أن رجلًا دخل المسجد فقعد فقال له النبي صل الله عليه وسلم :
“أركعت ركعتين؟ ” قال : لا ، قال : “قم، فاركعهما”. رواه مسلم
فالنبي صل الله عليه وسلم أمر بالصلاة قبل الجلوس ، وأمر من لم يصل قبله أن يقوم فيصلي.
ما يؤخذ من الحديث :
مشروعية صلاة ركعتين تحية للمسجد.
بيان أن تحية المسجد ركعتان.
لا يليق بالمؤمن أن يدخل المسجد فيجلس دون أن يصلي فرضًا أو نفلاً.
من علامات الساعة وأشراطها ترك صلاة تحية المسجد.
ظاهر هذا الأمر لمن أراد الجلوس ، فمن دخل المسجد وخرج قبل أن يجلس لا يتناوله الأمر.
تتأدى تحية المسجد بصلاة الفرض.