بينما يستعد الزوج للذهاب لعمله إذ وجد زوجته

بينما يستعد الزوج للذهاب لعمله إذ وجد زوجته مُتعبة مُصابة بزكام شديد فلا تستطيع معه النهوض من فراشها ،

قال بنبرة حاسمة :
سيصحو الأولاد بعد قليل عليكِ النهوض واعداد طلباتهم .

ثم ذهب سريعًا كعادته ، قامت هي وبصدرها بقايا أمنيات تمنت لو فعلها زوجها كلمة أو ربما قُبلة على جبينها تمسح بعض الألم

لكن لم يحدث أن فعل ولم يأبه لمرضها أبدًا ، أعدت لأولادها كل شيء وذهبوا لمدارسهم وبدأت في اعداد الغداء

وتنظيف بيتها والانتهاء من كل أعمالها المعتادة لكن بتعبٍ ووهن شديد لكنها مضطرة فليس هناك من يساعدها ،

عادوا جميعًا وتناولوا الغداء وذهبوا لاستراحة ما بعد الغداء كعادة والدهم ،

فحزنت حزنًا كثيرًا أن تعبها مهدور دون كلمة ثناء أو شكر تخفف عنها الألم ، امتعضت فغضب زوجها فقالت :

لم أنتظر منك سوى كلمة تُعينني في تعبي .
قال بتهكم:

وماذا فعلتِ ؟ ما تفعلينه تقوم به كل النساء دون مضض .

لم تكمل حديثها فقد اعتادت منه الجفاء وحتى أولاده تعلموه منه ! .

إقرأ أيضا: وحدها امرأة .. يقال أن الحب أعمى!

في بيت آخر

استيقظ الزوج فأحس بمرض زوجته المتعبة في السرير ،

طبع على جبينها قُبلة وربت على يدها وقام يُعد فطور أولاده ،

الذين ما أن عرفوا بتعب أمهم حتى نهضوا يُقبلونها ويحتضنون يدها ومن ثم رتبوا غُرفهم واستعدوا لمدارسهم ،

قال زوجها بعدما استعد هو الآخر :
لا تُجهدي نفسك في المطبخ وعند عودتي سنطلب الغداء من أي مطعم .

ثم خرج وأولاده بينما سرت في جسدها فرحة وسرور شعرت معهم أنها تستطيع النهوض وُمحاولة القيام بكل شيء ،

بالفعل قامت وأعدت الغداء وانتهت من كل أعمالها وجلست بانتظار أحبابها وهي تعلم بفرحتهم بصنيعها

مُتأهبة لكلماتهم التي تعينها على كل شيء ،

دخلوا والتفوا حولها يشكرون صنيعها ويساعدون والدهم في وضع الطعام على السفرة ومن ثم غسل الأطباق واعداد الشاي ،

هذا لأنهم تربوا في بيتٍ دافئ حنون يقوم على الود والحب والاحترام والتقدير بين الآباء ،

رجل يقدر زوجته بتصرفاتٍ وكلمات لطيفة وبسيطة وزوجة تحترم زوجها وتُقدر أفعاله

لأجلها فتُحاول النهوض إن تعثرت لترى الفرحة في أعين الجميع .

الفرق بين البيتين كبير فهنا أطفال يتعلمون الجفاء وعدم التقدير وسيقضون طول حياتهم على نفس الوتيرة التي بالكاد لن تُشعرهم بالاستقرار والسعادة ،

وهناك أطفال تعلموا التقدير ورأوا الحب والود فسيصبح منهاجهم في حياتهم وسيرون معه الاستقرار والحب .

الكلمات تُعين واللطف يُهون والمُساعدة تدفع للمقاومة والنهوض من جديد .

Exit mobile version