بِ عشرين ثانية
بِ عشرين ثانية
مضى على فراقهم الكثير ؛ كان قد أهملها لأجل وسبب غير مفهوم بالرغم أن بينهما حب كبير!
فارسل لها : اشتقت لكِ (اشتقتلك) !
اكتفتْ بردها عليه ب بابتسامة مزيفة!
وبعد دقائق من صمتها دون أي حرف يكتب منها.
سألها مابكِ ؟ هل أنتِ وقلبكِ بخير ؟
لما لا تلومينني كعادتكِ عن قلة سؤالي عنكِ وعن أخباركِ وشح محادثتكِ وكثرة انشغالي عنكِ ؟!
كان مستغربًا برودها الغير متوقع وردودها المعدومة لحظتها والباهتة كقلبها الذي يتّمه وربما تسبب بكسره حقًا
بعد أن كانت مليئة باللهفة عليه ولطالما تسأله لمى لم تسأل عني ؟!
لمى لم تفتقدني حدثني عنك وكذا ؟!
تزعجه برسائلها التى لا تنتهي واتصالاتها كتلة مرحة تمشي على قدمين لكن!!
وكأن الكلمات انتهت من جعبتها وحروفها أصابها الصم أو حقًا اللهفة تموت مع الأيام
يميتها الإهمال والتجاهل وكل تصرف يشعرها أنها ليست بالمكان الصحيح يا ترى !
فكتبتْ له : أتعلم أشعر أنه قد أصبح بيننا مساحة كبيرة جدًا
تكفي لنشوب حرب عالمية ثالثة!
وأكملت : لماذا أقف مطولاً على أعتاب محادثتكَ ولا أكتب هل تود أن أخبركَ ؟!
أنها ليس المرة الأولى ياعزيزي!
اتدري ما السبب ؟!
لأنني احتجتك جدًا جدًا
لكنك لم تكن بجانبي للأسف!
احتجت السلام الذي يهدأ حرب روحي بصوتكَ
إقرأ أيضا: يقول أحد الازواج
احتجت الأمان الذي تبثه كلماتكَ بقلبي رغم بعدكَ.
و احتجت اهتمامكَ بأصعب أيام عاثت بروحي و بقلبي الفساد .
احتجت حنيتكَ بأقسى ظروف مرت قسرًا عليّ ولم أجدكَ
وقفت كثيرًا لأكتب لكَ وترددت ، لازأدري هل مازلت بحاجتكَ بعد مامضى ؟
أو أنكَ جزء مني لن ينفصل عني إلا بموت أحدنا؟!
احتجتكَ قريبًا جدًا مني للحد الذي لا تتوقعه أو يخطر على بالكَ أن لا يفرقنا سوى الموت كما عاهدتني .
ولكنكَ كنت تبتعد عني شيئًا فشيئًا كل يوم يمر متناسيًا حبنا هذا
هل أضنى روحك الإقتراب مني إلى هذا الحد؟!
وكتبتْ له : ثم من أنا أساسًا ؟!
كأخر سيجارة لكَ في علبة تبغكَ
مركونة في الزواية حيث لا تراها عينكَ ولاتطالها يدكَ
تظن أن العلبة قد فرغت
وعندما تهزها قبل أن تلقي بها بسلة المهملات تكتشف أن هنا صوت بداخلها يقول لكَ مازال هنا بقية
هل أخذتَ بي على ألامس شفتيكَ قليلًا أيها البعيد المتجاهل
وأدس السم المتبقي من علبة التبغ في صدركَ
ثم ماذا ، تستنشقني لأخر نفس بقي بداخلي
وترمي بي تحت قدمكَ
وتمضي لتشتري علبة جديدة
وسم جديد يفتك بكَ
ستعود لتجاهلكَ لي من جديد لكن فات أوان انتظاركَ
ودموع وجعي عليكَ ، ماتت اللهفة لست بحاجتكَ بعد الآن
لم تكن أهلاً لقلبي عبثتَ به ومضيت
وها أنا أصبحتُ بعدكَ أفضل ونومي أكثر هناء .
ليس قلمي من يكتب هذا الكلام لكَ تحديدًا
اظنه قلبي هذه المرة
وأنين القلب اصدق من حروف خطها قلم!
إقرأ أيضا: بعد الفراق التقيا
تفاجىء من رسالتها الواصلة للتو وشعر وكأنه على أرض معركة كسرى والشام كجندي مهزوم بلحظة ضعف .
وراح يسأل نفسه هل هذه الفتاة الرقيقة كنسمة التى أحببتها هل هذه التى قالت لي تخشى من ظلام أيامها بدوني .
هل تغيرت الفتاة المرحة وبهتت إلى هذا الحد هل أنا قاتلها وقاتل ضحكتها ومعذبها بعدم اهتمامي بها هل أنا من كسرت قلبها هكذا ؟
مرت عشرون ثانية وقد شعر أن العالم توقف لبرهة دون حراك فقط يتربص بعينه رسالتها تلك التي تشبه
اعتقال جندي من وطنه ونفيه إلى بلاد العدو أسيرًا مع مرور شريط ذكرياتها معه بلمحة خاطفة على خلايا دماغه
حتى أضاء هاتفه برسالة جديدًة منها
كانت لقلبه كالنصر من بعد حرب شرسة دامت بروحه ليس فقط عشرون ثانية بل ك قرن كامل
لماذا عدتَ دعني أنام دون التفكير مجددًا بكَ
-تبًا لكَ ولقلبي الذي يحبكَ ولكنني احتاجكَ!
فشعر أن قلبه يقفز فرحًا أعادته رسالتها لأول كلمة أحبكَ منها لأول ضحكة ولأول شعور
لقد ترجم قلبه أن (احتاجكَ =أحبكَ) “
فكتب ويداه ترتجف خوفًا من فقدها وفرحًا بها :اتعلمين لقد قتلتني بعشرين ثانية بساحة الحرب التى أخبرتيني عنها ،
وانتصرتي عليّ وإنه لشرف لي أن تنتصري علي بها بهذه السرعة التى لا أعرف ماهيتها ولكن !!
فصمت كلاهما فاتصل عليها بنفس اللحظة معتذرًا لها بصوته التي اعتادت أن يطمأنها قبل كل ماحدث
فقال لها : لكن أنا كسرتُ قلبكِ حبيبتي الشقية
فردت وقالت بثقة : أنه لشرف لي أن يكسر قلبي بسببكَ
فقال متلعثمًا بصوت متحشرجًا : أنا أحبكِ وكفى!
أردتُ أن تسمعها كل حواسكِ عبر أذنك الوسطى مرورًا برأسكِ الكبير يا معتقلتي بسجنكِ المؤبد
هل يكره المحب من أحبه بصدق كلا والله الموت أقرب من الكره له
لا تتجاهلوا احبتكم ثم تعودوا خائبين
لا تقتلوا اللهفة ببرودكم وبرود ردودكم
اجعلوا من علاقاتكم دومًا
كَ بدايتكم الرائعة تذكروا ذلكَ جيدًا .