تتعب أيدينا ونحن نهدهدهم حتى يأخذهم النوم
تتعب أيدينا ونحن نهدهدهم حتى يأخذهم النوم وتجف ألسنتنا في ترديد كلمات لحفظهم ، وترتيل آيات.
وما أن تغفو عيونهم حتى تشتاق قلوبنا لأصواتهم ، لضحكاتهم ، بل حتى لضجيجهم ومشاغباتهم.
نعد الأيام والليالي لنسير وإياهم أولى الخطوات إلى الروضة ،
وما أن تغادر بهم المعلمة حتى نشعر أنها غادرت بقطعة من قلوبنا.
نتظاهر بالشجاعة أمام كلمة ، أريد ماما ، ونخفي دموعا سبقت دموعهم ،
ونحن نعلم أنه من الآن وصاعدا غيرنا سيعلمهم ويلقنهم دروس الحياة ، وصديقا سيشاركهم ألعابهم ، خطواتهم ، أسرارهم وشقاواتهم.
تتجافى جنوبنا عن مضاجعها هل إنزاح عنه الغطاء ، أكان نافعا ذاك الدواء ، وهل حفظ كلمات الإملاء.
أكان جيدا ذاك الصديق ، أم أنه أغواه وضل به الطريق.
وتمضي صفحات الأيام ولا صفحة كأختها ،
فهذه الضفائر الطائشة سيغطيها الحجاب.
وذاك الخد الأمرد سيخشوشن بلحية ، وتلك اللتغة اللذيذة سيحل محلها صوت رخيم.
وفي نهاية المطاف نضع أيديهم بأيدي رفاق دربهم ليكملوا معهم شق الطريق ،
يشاركوهم أحزانهم وأفراحهم ، عثراتهم ونجاحاتهم.
لنصبح ضيوفا في بيوتهم ، وليصبحوا ضيوفا في بيوتنا.
صورا على جدراننا ، أصواتا بعيدة في هواتف ذكية ، ونسمي كل ذلك فرحتنا بهم.