نحو حياة أفضل

تربية الأبناء تحتاج إلى علم ووعي كبير

تربية الأبناء تحتاج إلى علم ووعي كبير
لأن الأطفال لا تسمع ولا تنفذ ما نقول إنما تتأثر بما نفعل.

وهذا ليس لمصلحة الأبناء فقط إنما لمصلحة وصحة الآباء ،

لأن تربية الأبناء والتعامل مع الأطفال عموما إنعكاس لدرجة وعينا.

فمثلا الآباء الذين لا يتمتعون بوعي التقبل
يرون دائما أن الطفل مخرب ،

فينهارون ويتعصبون لأنهم غير مدركين أنه ليس مخرب ،

إنما يلبي غريزته في الإكتشاف واللعب وتعلم مهارات جديدة ،

فيتألم الآباء ويستنزفون طاقتهم بسبب عدم تقبل غريزة الطفل.

وكل شيء يقوم به الطفل ليس إلا إنعكاس للأهل ،

فالأهل المتعصبون يجعلون أبنائهم أكثر عناد فيزداد التعصب ،

والأهل الغير متقبلين يرون أبنائهم أكثر شقاوة ، والأهل المتسلطين والمتحكمين يجعلون أبنائهم أكثر كذب.

الأهل المتعلقين الذين يدللون أبنائهم أكثر من اللازم ويظلمون أنفسهم يجعلون أبنائهم أكثر جحود ،

ويعتادون الإتكالية ولا يعتمدون على أنفسهم.

التربية السليمة تعتمد على وعي الآباء أولا ،
فالآباء الواعين هادئين لا يتعصبون ويصرخون طوال الوقت ،

وهذا أكبر شيء يهدم الأسرة ويصنع جيل عشوائي مستفز.

الآباء الواعين يدركون معنى التقبل ، فيستمتعون بلعب الأبناء ويتقبلون تجربتهم وغريزتهم المدمرة.

وبدلاً من حرمانهم من كل شيء يدعموا مهاراتهم ويتركوهم يكتشفون ويلعبون فينمو لديهم الحب والمهارات اللازمة للعيش.

إقرأ أيضا: عشر وصايا للمصلحين في زمن غربة الدين

الآباء الواعين يدركون معنى العطاء وظلم النفس ، لا يدللون أكثر من اللازم ولا يحرمون أكثر من اللازم ،

فيعتاد الأبناء على العطاء والأخذ المتبادل واحترام حق الآخرين.

لا تنسوا أنكم كنتم أطفالا ، وكانت آرائكم ووجهات نظركم متحجرة وغير قابلة للتعديل ،

وكنتم تخافون من الصراخ والغضب والبطش
وكنتم تحبون اللعب ،

1 3 4 10 1 3 4 10

كنتم تخبرون أبائكم في سن مراهقتكم أن الزمن غير الزمن ،

وأن تجربتكم وزمنكم مختلف عن أبائكم.

وها أنتم اليوم تكررون مأساة الأمس وتربون أبنائكم كما تربيتم ، فحاولوا فهم إختلاف الأزمنة والتربية المبرمجة المتوارثة ،

ولا تصنعوا نسخة مشابهة لكم وتعيشوا عمرهم كما تحبون ،

ولا تنسوا أن الطفل يولد بغريزة كُن فيكون ،
هو يعتقد أن كل شيء مُتاح في أي وقت ولا شيء مستحيل ،

ولا يعرف الماديات وقيمة الأموال ولا يعرف إلا لغة اللعب ،

فحاولوا منع برمجة الحرمان وحاولوا تربيتهم كما خلقوا ، كُن فيكون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?