تربية الأولاد مش شطارة منك

تربية الأولاد مش شطارة منك

تربية أولادك ليست شطارة ، إنما هو توفيق من الله.

إليكم القصة! للعبرة
وعدم التفاخر بالتربية

إمرأة مسنة رأيتها في الحج أخبرتني بقصة أثرت بي كثيرا ،

قالت:
إنها أرملة وكان لديها إبن صالح – والله حسيبه – حافظ للقرآن بار بها كان يقوم الليل منذ صغره.

وكانت ترى لقريباتها أبناء ليسوا بمستوى إبنها فكانت تلومهم على تقصيرهم وتهاونهم مع أبنائهم ، وتنظر لهم نظرة استنقاص في سرها.

رغم أنهم لم يكونوا سيئين ، لكن كانت في نفسها تقارنهم بابنها.

تقول ، كنت أفتخر في نفسي أني ربيته هكذا ووالده متوفى منذ صغره ،

وأقول كيف ، هؤلاء معهم أزواجهم ولم يستطيعوا تربية أبناءهم هكذا.

تقول ، وفجأة إنتكس إبني الشاب دون مقدمات.

لم يترك الصلاة في المسجد فقط ، بل تركها نهائيا.

وأصبح يرافق صحبة سيئة ، ثم اكتشفت أنه أدمن نوعا من الحبوب.

تقول بقيت 3 سنوات أنصحه وأوجهه وأدخل أخواله لنصحه دون جدوى.

وعرفت لأول مرة ما كانت تلك الأمهات يعنينه حين كن يقسمن لي أنهن حاولن ويحاولن دون جدوى مع أبنائهن

-رغم أنهم لم يصلوا لما وصل له إبني من إنحرافه.

لقد وصلت به الحال أني كنت أدخل غرفته فأجمع الحبوب والصور الخليعة من أدراجه وأتخلص منها.

فيغضب ويصرخ ويدفعني حتى يكاد يضربني بل فعل مرة.

تقول ، إنكسرت نفسي وأصبحت أخجل من رؤية من كنت أنتقص أبناءهن بنظراتي وبيني وبين نفسي ،

سمعة إبني السيئة وصلت للجميع للأسف.

إقرأ أيضا: دخل رجل عجوز وزوجته وكان يرتديان ملابس بسيطة

وعلمت أن الله يعلمني ويؤدبني ،
والله ما انفككت عن الدعاء له ، ثلاث سنوات وأنا أدعو وأبكي ، وأبكي بحرقة.

لكن لكأن الله أراد أن يربيني وفعل سبحانه.

لما انكسر ما كان في نفسي تماما ، من عجب بتربية إبني ،

ومن لوم للأخريات لتقصيرهن ، لما انكسر كل ذلك ولم يبق في قلبي منه شيء.

لما علمت أني لا شيء
إنما هي كانت رحمة الله وإرادته هي سبب صلاح إبني ، وإنما كنت مجرد سبب.

فلما أمسك الله رحمته عنه ، ضل وفسد.

لما وصلت لهذه المرحلة من التعلق التام برحمة الله ، والتخلص من كل تعلق بنفسي وبتربيتي ، وكنت أدعو في مصلاي ذات ليلة وأبكي.

دخل علي في غرفتي ، وكانت الساعة الثالثة ليلا ، وعيناه حمراوان من السهر ورائحته تفوح بالدخان ،

فقبل رأسي وقال ارض عني يا أمي..
ثم حضنني وبكى.

خنقتها دموعها ولم تكمل

قلت لها وماذا حصل يا خالة؟

قالت الحمدلله
أنظري إلي ، هو الذى أحضرني الآن للحج يا ابنتي.

رحمني ربي ولطف بي وبه ليست شطارة مني
بل هو توفيق الله.

فلنعلم أن الأبناء رزق ونعمة
وأخلاقهم رزق ونعمة

وتربيتهم رزق ونعمة
واحترامهم لنا رزق ونعمة

وحبهم لنا رزق ونعمة
وتوفيق الله لهم رزق ونعمة

ولابد للرزق من الشكر
ولابد للنعمه من الحمد

الحمد لله دائما وأبدا
والدعاء هو المفتاح السحري لكل الأبواب المغلقة.

هذه الطريقة السحرية لتربية الأولاد وإنباتهم على دين وخلق:

ناجي ربك بسجودك
وقل ” يا رب وكلت إليك تربية أولادي وهداهم فأنت مالك قلوبهم وعقولهم. ،

وأنا لا حول لي ولا قوة.

يارب إهديهم وبارك فيهم وارضى عنهم وارضهم وارزقني برهم في الحياة وبعد الممات.

Exit mobile version