تزوج رجل ثري جدا بفتاة فقيرة وجميلة ، وبعد مرور عام من زواجهما حملت الزوجة وكان الزوج في قمة السعادة ،
وكان يحلم بطفل لكي يحمل اسمه ويمسك الشركات والأموال في المستقبل.
هذا هدف الزوج في مخيلته ، ولكن حين أنجبت الزوجة وكان المولود فتاة ، هنا انزعج الزوج ولم يتقبل الأمر ،
وصارت الأوضاع سيئة على الزوجة.
ومرت الأيام فحملت مرة ثانية ، وبدأ الزوج يرتب أحلامه من جديد ، وعندما وضعت كانت فتاة أخرى.
غضب الزوج من جديد وأصبح الأمر يسوء أكثر من السابق ، وبعد أيام قليلة قرر أن يتزوج مرة أخرى ،
وبعد مدة حملت الثانية وأنجبت ولد ، هنا فرح الزوج وطار من الفرحة وأصبح كل الحب والإهتمام للثانية وإبنها؟
ثم حملت مرة أخرى بعد ذلك أنجبت طفلا آخر ، صار الزوج لا يطيق زوجته الأولى ولا بناتها ،
فقرر أن يخرجهم من البيت وتركهم في بيت صغير مهجور في منطقة بعيدة عن المدينة.
مرت الأيام ودارت الحياة وكبر الأطفال وأصبح الأولاد يدرسون في الجامعات ، حيث الفتيات يعملن مع أمهم في بيع الحطب في القرية.
وكان الأب يحب الأولاد كثيراً ويعطيهم كل الراحة والرفاهية والدلال.
وفي أحد الأيام تعرض الأب لحادث سير وهو راجع من الشركة ، وتم نقله إلى المستشفى وتم ٳجراء عملية له ،
ثم خرج الطبيب من غرفة العمليات أخبرهم أن والدهم تعرض لكسور في الحوض وأصبح معاق لا يمكنه التحرك ولا المشي مجددا.
وبعد أيام نقلوه إلى البيت ، ثم خصصوا له ممرضة خاصة تقوم برعايته ، وتقوم بإطعامه.
مضت الأيام وهو وحيد لا يأتي إليه أحد من أولاده لزيارته وهو معهم في نفس البيت ،
حيث يقضي الأولاد وقتهم في التنزه واللعب وصرف الأموال ، دارت الحياة ثم بدأت الأموال تنقص والشركات تفلس ،
والممرضة قدمت استقالتها لعدم صرف مرتباتها منذ شهور.
إقرأ أيضا: قصة طريفة لزوجة تغار على زوجها
ثم قرر الأولاد وضع أباهم في دار العجزة
وتم نقله بالفعل هناك وهو يبكي وعيناه تقطر دما بدل الدموع.
علمت الزوجة الأولى ما حصل لزوجها وأنه تم نقله إلى دار العجزة فذهبت مع بناتها وأخرجوه ونقلوه إلى بيتهم الصغير ،
وبدأ الكل بالإهتمام به وكانت الزوجة مع بناتها تعمل وتجمع المال من أجل علاج زوجها.
وبدأ الأب يتحسن ويقف على أقدامه من جديد ، وبعد عام شفي الزوج تماماً وأصبح قادرا على الحركة.
هنا تذكر الزوج كل ما حصل له من أولاده وأمهم وبدأ يتأسف من زوجته ومن بناته وهو يبكي لِما فعله معهم ،
وذهب بعد ذلك لأحد أصدقائه واقترض منه المال وأرجع شركاته لسالف عهدهم واستعاد كل ما ضيعه أولاده ،
وأخذ زوجته وبناته وعاد بهم إلى الفيلا وبعث بزوجته وأولادها إلى ذاك المكان الصغير ،
وقال لهم هذا هو مكانكم الصحيح أنتم عار علينا لقد تركتموني في أول سقوط لي رغم كل الذي فعلته لكم ،
لقد ظلمت زوجتي وبناتي من أجل راحتكم ، وفي المقابل أين وضعتموني في دار العجزة ،
رغم ما فعلته بهم ، وحرمتهم من حنان الأب وحرمتهم من العلم والراحة ولقد تركتهم وحدهم للعذاب والشقاء ،
رغم كل هذا أخرجوني من دار المسنين وقاموا برعايتي حتى صرت أقف على أقدامي ،
لقد كنت مخطئ حين فضلتكم عن الفتيات ، ولكن عرفت نعمتهم وفضلهم في أمس حاجتي لهم.
أصبحت الأم تعيش مع بناتها في نعيم والدهم عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم.
العبرة من القصة : الله يعلم وأنتم لا تعلمون من تظنه سيرفعك ، هو من يسقطك ومن تظنه سيسقطك هو من يرفعك في النهاية.