تقول إحدى النساء حسدتني إمرأة على حياتي
تقول إحدى النساء حسدتني إمرأة على حياتي ، قالت لي كل سبل الراحة في بيتك ، وفي عملك وفي صحتك من نعيم لنعيم!
قلت لها :
يا عزيزتي غرك صفاء الماء ، غرك منظر كوبي الزاهي ، تعالي ذوقي قليلا ،
فلما إرتشفت منه قليلا ، شهقت وقالت أنه علقم ، لا يطاق كيف لك ببلعه؟ كيف اإستطعت أن تشربينه؟
قلت ذلك الذي حسدتينني عليه ،
إنه كوب مجبرة على شربه في اليوم مرتين ،
كي أستطيع أن أعيش ولكنني لم أبح لأحد بما أعانيه من مرض ، إنتهى قول المرأة.
يا سادتي ، البيووت أسرار والظاهر للناس غير ما يخفى فيها ، وما يخفى عليك هو المر العلقمي.
وراء تلك البسمة ألم وتعب ، يا سيدتي لا تصدقي أن هناك سعيد في هذه الدنيا ،
لأن الله سبحانه وتعالى قال إنها دار ابتلاء وشقاء وعمل ، فهل نصدق الناس أم رب الناس؟
لا تظني أن هناك سعادة مطلقة ، فحتى الملوك والسلاطين هناك ما يعكر صفو حياتهم ،
إما بمرض أو بولد مريض أو ولد عاق.
لا تصدقي النساء حين تجلسين معهن وهن يتحدثن عن السعادة التي يعشنها ، فما ذكرنه أمامك إن كن صادقات ، إلا البياض.
وقد أخفين عنك السواد الأعظم من ألم وربما مهانة ،
فاحذري ثم احذري أن تقارني نفسك بإحداهن فتنظرين لحياتك ببؤس وإحتقار ،
وأنت قد تكونين المنعمة والأكثر سعادة منهن.
السعيد سعيد بما يملك وليس بما لا يملك.
يطلب الإنسان ويتمنى ويقول لو أن ربي يحققها ، سأكون أسعد إنسان وتتحقق ،
ثم ما يلبث أن يتمنى شيء آخر وآخر ، ينسى ونسي ما لديه من نعم.
إقرأ أيضا: تقول معلمة قمت بتدريب مجموعة من الأطفال
لو تفكر بما عنده لتملكته القناعة والرضا.
لو كشف غطاء الستر لما تمنينا حياة غيرنا ،
الله له حكمة بكل شيء ، هو أرحم وأرأف بنا من أمهاتنا وآباءنا.
كرروا دوما الحمد لله فكثرة الحمد تزيد النعم.
لئن شكرتم لأزيدنكم.