تقول إنزعجت جدا حين أعلمني عبر الهاتف بقدومه من أجل اصطحابي إلى منزلنا وأنا من أردت البقاء ليوم آخر رفقة شقيقاتي في بيت أهلي ،
ورغم محاولاتي في إقناعه بذلك رفض الأمر بشكل قاطع وهذا ما جعلني أتوعد أمي بمشاجرته فور وصولي للبيت ،
بينما بقيت هي تحاول تهدئتي وإقناعي بأن الرجال هم هكذا دوما ، كما نصحتني بالرضى والتزام الصمت حتى لا أخرب بيتي.
لكني لم أهتم ولم أكترث لكلامها ، لماذا أزواج شقيقاتي يتركنهن أياما عدة ،
بينما أغادر أنا الأولى بينهن دوما ، لماذا زيارتي تكون دوما هي الأقصر!
صعدت السيارة في غضب عارم ، لم أرغب في محادثته رغم محاولاته في إختلاس بعض الكلمات مني ،
إكتفيت بالصمت فأنا لا أحب مشاجرته وهو يقود سيارته ، فالطريق خطرة والعصبية لا تناسبه أثناء قيادته ،
لكنه تفطن لغضبي فباشر بالصراخ ومعاتبتي ، كان يحاول إلقاء اللوم علي بكل الطرق المتاحة ،
لم أعلم ما أفعله حينها ، كتمت كلامي فلا المكان ولا الزمان كانا مناسبين لمجاراته ،
لكن كل ذلك العتاب منه جعلني أشعر بالكره نحوه للحظة بطريقة لا يمكن تفسيرها ، شعرت بظلمه وأنانيته ،
وقلت في نفسي ” ليتني مت ولا عشت تحت هذا الظلم “
وكأن أبواب السماء كانت مفتوحة ، لم أشعر بشيء سوى بانحراف السيارة عن طريقها وتوقفها المفاجئ ،
حينها افطرت عن صمتي أخيرا فصرخت مغمضة العينين في خوف شديد ،
وما إن فتحتهما لأطمئن على حالي وعلى حاله ، فمهما حصل من مشاكل بيننا لا يمكنني تحمل فكرة رحيله!
إقرأ أيضا: تقول إحداهن ذهبت مع حبيبي إلى الحديقة
لكن ما أثار دهشتي وحرر دموعي المكبوتة طول الطريق هو ذراعه التي وضعها علي حتى تكون حاجزا يمنع جسدي من الإصطدام لحظة توقفه المفاجئ ،
فأنا من شدة غضبي نسيت وضع حزام الأمان بعد صعودي كما اعتدت دوما أن أفعل.
كيف لم أنتبه لحزامه إن كان موضوعا أم لا بينما انتبه هو لنسياني له ، هنا بكيت بشدة وحرقة ،
وقبل أن أقول شيئا سبقني بقوله ” أنا لست أنانيا ولا شريرا كما تظنين ، أنا لا أتحمل بقائي وحيدا بدونك”.