تقول خطبت لرجل ذو خلق عال ، وحسن السيرة بين الناس لكن كان عيبه الوحيد هو الإنسياق الأعمى خلف أوامر والدته وإخوته.
حاولت التراجع بعد إكتشافي لهذه الصفة التي من شأنها تعكير صفو حياتي فيما بعد ،
لكن والدي رفض بسبب عقد القران حتى لا أنال لقب المطلقة في بداية حياتي.
فاستسلمت لذلك وبداخلي الرغبة والنية في تغيير تلك الصفة بعد الزواج ،
لا ضير من بعض التنازلات حتى نبني حياة سعيدة.
طوال فترة عقد القران سارت كل الترتيبات والتفاصيل الصغيرة حسب أهواء والدته لا هو ،
رغم أننا من سنعيش هذه الحياة بحلوها ومرِّها ، ظننت أن ذلك أسوأ ما سأراه.
بعد الزفاف سيغلق علينا باب واحد ويكون لنا الفرصة في التخطيط لما هو قادم ، لكن ما حدث كان عكس كل توقعاتي ،
ففي صبيحة زفافي تفاجئت بوالدته تدلف للمنزل بمفاتيح اعتقدت أن حصولها عليها من باب الإحتياط فقط ،
مع الوقت تطور الأمر وبات منزلي مرتعا لعائلته ، فُقدت نصف أشيائي دون علمي ،
وعندما اشتكيته أجابني بكل هدوء أنها عائلته ، وأن حدودي تتوقف عند باب غرفة نومي ،
أصبحت أجلس في عقر داري بحجابي خشية أن يدخل أحد أشقائه وأتحرر منه في غرفتي ،
لكن حتى ذلك الحق سلب مني مع الوقت ، فبعدما كان الأمر يقتصر على أشياء المطبخ والأواني ،
وصل الأمر لملابسي وعطوري بحجة أنها نقود شقيقهم ولهم الحق فيها أكثر مني.
لم يعد لدي أي خصوصية ، ولم أعد أشعر أني متزوجة من رجل له شخصيته المستقلة عن عائلته ،
بل مجرد ابن مدلل لا يفرق بين البِّر والخنوع الأعمى.
حاولت إصلاح الأمر بالتحدث معه أولا ليريني لأول مرة وجهه القاسي ،
ومخاوف والدي تحولت لحقيقة فبدل أن أنال لقب المطلقة وأنا آنسة نلته وفي أحشائي روح أخرى بجسد وروح منهكين.
إقرأ أيضا: قصة راعي الغنم وصاحبة الشهادة
الزواج شركة بين شخصين فقط عليهما اتخاذ قراراتهما بمفردهما بالإتفاق ، أما الأهل فيتم تدخلهما في الطوارئ فقط.
بيت الزوجية هو مملكتهما الخاصة ، أي لا يحق لأي كان اقتحامها دون إذن ،
فإذا فقدت الزوجة الأمان داخل هذه المملكة استحالت حياتها لجحيم لا يطاق.
لذلك علينا حسن الإختيار دون الإلتفات لكلام المجتمع الذي لا يعلم شيئا عن معاناة الأنثى ،
أو الرجل في زواج فاشل لن ينجح مهما حاولوا إصلاحه ، لأن أحد الطرفين مؤمن بقراراته العقيمة.