تقول سنوات ووالدي يرفض كل من يتقدم لي لسبب لم أكن أفهمه ويرفض أي نقاش في ذلك.
كان والدي يقابل كل من يدق بابه طالبا يدي وحدهما في غرفة الضيوف نصف ساعة وأحيانا أقل.
ثم يخرج الشاب مسرعا ، وعندها تهرع أمي لسؤال أبي : ماذا حدث؟!
يجيبها : لم يعجبني المهر ، نصيبه ليس في دارنا.
بدأت الكآبة تتسلل لداخلي وبدأت أضمر الغضب من أبي لوقوفه في وجه نصيبي وسعادتي.
كنت أسأل نفسي : كيف له أن يكون ماديا هكذا؟!
ويطمع في مهر مستحيل لابنته الوحيدة!
إلى أن حصلت معجزة ووافق أبي على أحد المتقدمين ،
وتم بالفعل زواجنا دون أن يفصح أبي عن المهر الذي دفعه زوجي لأجلي.
الغريب في الأمر أن زوجي كان متوسط الحال بل وأفقر من معظم الذين سبقوه لطلب يدي ،
لكنه أيضا لم يخبرني عن مهري.
عشر سنوات مرت ولم أرى من زوجي شرا أو ظلما وإنما رأيت كل الحنان والرفق واللطف ،
كنت أزداد عمرا دون أن أشعر أو يظهر عليّ وكل هذا بسبب دلال زوجي المفرط لي.
إلى أن جاء اليوم الذي فارقنا فيه أبي ، وبعد إنتهاء العزاء جاءني زوجي وضمني لصدره وقال : صغيرتي لا تحزني.
استغربت كلمة صغيرتي منه ، فنظر نحوي برفق وقال : نعم صغيرتي.
حين تقدمت لكي سألني والدك عما أستطيع دفعه لأجلك ،
فكرت قليلاً ثم أجبت : لا أملك الكثير يا عم ولكن أقسم لك ألا أجعلها تشعر بيتم حتى وإن فقدتك ،
وأن أحنو عليها كما لو كانت ابنتي ومن صُلْبِي.
إبتسم والدك ثم قال : زوجتك إبنتي.