تقول كانت أقرب صديقاتي
تقول كانت أقرب صديقاتي ، لم أخفي عنها أي أسرار ، بل كنت أقاسمها كل شيء حتى تلك التي تخصني أنا وزوجي ،
وكثيرا ما طلبت مشورتها في حياتي الخاصة وكانت لي خير ناصحة أو هذا ما ظننت ،
لكن هذه العلاقة لم تكن تروق لزوجي الذي حذرني منها منذ أول مرة رآها فيها في حفلة خطبتنا ،
فاتهمته بحب السيطرة والتملك حسب رأيها هي.
بعد زواجي أصبحت تأتي كل يومين تقريبا لزيارتي حتى تساعدني في أعمال المنزل ،
فور عودة زوجي أجده يتأفف ما إن يراها مما يشعرني بالإحراج ،
رغم تحذيري له لمرات ومرات لكنه يرد بذات الكلمات “لم أشعر بالإرتياح يوما لها ،
نظراتها وتصرفاتها مريبة.
لم تثر بي كلماته أي شيء حتى بدأت هي تثبت ذلك دون أن تشعر ،
بعد شهرين من زواجي تغير موعد مجيئها فأصبحت تتعمد المجيء قبل موعد عودته بدقائق ،
ترتدي أجمل الملابس وتزين ملامحها بأطنان من مساحيق التجميل ،
والأدهى أنها ترش من تلك العطور التي أخبرتها أن زوجي يعشق رائحتها.
في البداية رجحت تصرفاتها على أنها مجرد صدف ، وزينتها المبالغ فيها أنها ربما تجرب طرقا جديدة حتى توقع بأحدهم ،
لأنها تأتي بعد عملها لمنزلي ، لكني لم أدرك أن ذلك الشخص لم يكن سوى زوجي ،
حتى وصل ذلك اليوم الذي فتحت فيه هاتفه لأتصل بهاتفي الضائع تزامنا مع وصول رسالة منها ،
شعرت حينها ببرودة تسربل أوصالي ، بدأت الشياطين تغزل حول عقلي قصصا وسيناريوهات شتّى حولهما ،
ترددت كثيرا في فتح المحادثة ، شيء من الإرتياح تسلل لقلبي عندما قرأت ردوده التي كانت صدًّا واضحا لها ،
لكن ما آلمني حقا هو محاولاتها المستميتة في تشويه صورتي أمامه.
أخبرتك أني لا أشعر بالإرتياح لها.
نظرت له بعجز وخجل من نفسي بسبب غبائي ، ثم أجبته بحدة خفيفة :
إقرأ أيضا: طالبة في الإبتدائية كانت سبب وفاة معلمتين
لما لم تخبرني؟! ولما لم تقم بحظرها؟!
لم أخبرك لأنها كانت ترسل لي رسائلا من حسابات زائفة ،
فكانت ستنكر ببساطة أنها هي ، لكن وقاحتها بالأمس بلغت ما لا يمكن تصديقه وأرسلت لي هذه الرسائل في محاولة غبية لجعلي أراك بهيئة أخرى ،
وها أنا أنتظر قدومها حتى أواجهها أمامك حتى لا تجد فرصة في خلق الأكاذيب.
وأنا ساذجة وسأصدق ما ستخترعه من أكاذيب أليس كذلك؟!
لا ، بل تتركين زمام الأمور لقلبك.
قاطع حديثنا طرقاتها المميزة على الباب ، لم أشعر بنفسي إلا وأنا أصفعها ، ولو أني أستحق تلك الصفعة أكثر منها ،
أنا من استأمنتها على جلّ أسراري وأسرار زوجي ثقة وحبا ،
لم أدرك أنها مجرد أفعى تستنزف قواي قبل أن تناولني الضربة القاضية.
كيف؟! كيف استطعت فعل ذلك بي؟! اعتبرتك أكثر من أخت وقاسمتك حياتي.
لم أكن كذلك يوما ، بل كنت مجرد شخص تتفاخرين أمامه بما تملكين من نعم ، زوجي فعل ، وزوجي قال ،
زوجي أحضر وزوجي وزوجي ، كنت تتحدثين بكل فخر عن أشياء لم أستطع امتلاكها ،
وفي عينيك نظرات غرور ولو حاولت إخفائها ، شعرت بالغيرة منك ،
لما عليك الحصول على كل جميل في هذه الحياة ، بينما أنا أضطر فقط للمراقبة من بعيد ، والتصفيق لأمنحك شعورا بأنك الأفضل.
لم أفكر في ذلك أبدا!
إقرأ أيضا: لا تزال مراهقة
بلى فعلت ، فعلت لأنك لم تراعي شعوري كأنثى لم تجد رجلا يشعرها بأنها الأجمل والأروع ،
فعلت لأني كلما اشتكيت لك وحدتي كنت تعزينني بدل أن تحاولي منحي الأمل بغد أجمل ،
جعلتني أضمر لك الحقد رغم أني لم أكن بهذا القبح ، كنت كل مرة أمنع نفسي وتأتين أنت بكلماتك ،
ونظرات زوجك فتعيدونني لنقطة الصفر
وجدت نفسي أراسله لأعرف ماذا تملكين حتى عشقك لهذه الدرجة ، وصدّه المستمر زادني إعجابا به وكرها لك ،
لم أمانع أن أكون زوجة ثانية له أتدرين لما؟!
لأنكم لم ترحموني ، أنت ، وهو ، أمي التي تقارنني بك وبقريباتي الأصغر مني ،
زوجات إخوتي اللواتي ينظرون لي بفوقية ، جاراتي اللواتي تستهزئن بي تارة ، وبتحذير أزواجهم مني تارة أخرى ،
الجميع طرف في هذه الجريمة ، اللعنة لقد تحولت لخاطفة رجال حتى أتخلص من لقب العانس الذي ألحقتموه باسمي كأنه وصمة عار ،
وكأن الزواج إنجاز من لم تنله فهي ناقصة ، من لم تتزوج فهي ليست بأنثى ، من تطلقت فهي ناقصة ،
من ترملت فهي نذير شؤم ، هذه الصفعة أنتم من تستحقونها وليس أنا.
لكل عملة وجهين ، وطرف واحد لا يكفي لمعرفة الحقيقة.