جاءني والد فتاة يقص عليّ ما تتفوه به تلك الصغيرة
جاءني والد فتاة يقص عليّ ما تتفوه به تلك الصغيرة ، يقول بأنها تقوم بالصراخ في تمام الساعة الثانية وعشرون دقيقة ، وتتوقف عن الصراخ في تمام الساعة الثالثة صباحا.
عندما سألته عن السبب يقول بأنها تقول أنه قادم لأخذها من هو وكيف يدخل حجرتها لا نعلم.
نراقبها يوميا نراها تستيقظ من النوم وتختبئ بالزاوية أخر السرير ، وتجلس القرفصاء ،
وتبدأ في البكاء رافعة نظرها لأعلى كما لو أنها ترى شيء لا نراه نحن.
بعد ذاك اللقاء ذهبت لمنزلهم ، وقمت بالمبيت عندهم تلك الليلة راقبت كل شيء بوضوح ،
حتى دقت الساعة الثانية وعشرون دقيقة.
رأيت الفتاة تستيقظ وتحاول الفرار من شيء ما يقوم بجذبها في تلك اللحظة ،
تدخلت وأضأءت المصباح الكهربائي ، وأمسكت الفتاة ووضعتها في حضن والدتها لتهدأتها ،
وأنا أتفحص جسدها الصغير رأيت علامات خضراء كثيرة ملتفة على جسدها ليس لأصابع ،
بل تشبه الخيوط العريضة لم أستطع تحديد ما هذه ، لذا سألت والديها :
هل هذا أثار ضرب؟
دافعت الأم قائلة : لا هذا ما نراه بعد أن تقوم بالصراخ ، ولا نعلم ما هي ، حتى الأطباء عجزن عن معرفة السبب.
توقفت الطفلة عن البكاء وغطت في نوم عميق.
عدت إلى منزلي وما زلت أفكر فيما رأيته ، ليصدح صوت الهاتف معلنًا عن إتصال فأجبت على الفور.
مرحبًا.
سمعت صوت بكاء إمرأة تطلب الإستغاثة فقد فقدت طفلها.
أخذت منها عنوان المنزل ، وخرجت على الفور قاصدًا منزلها الذي يبعد عني ثلاثة كيلومترات.
اقتربت من المنزل لتصدر السيارة صوت مزعج نتيجة احتكاكها بالأرض لشدة سرعتي ،
على أثارها فُتح الباب لتخرج منه سيدة بعمر الخامسة والعشرين تبكي بانهيار ، اقتربت منها ،
ثم دعتني للدخول إلى حجرة طفلها الذي اختفى.
إقرأ أيضا: كما تدين تدان
كيف علمتِ باختفائه؟
أجابتني قائلة : سمعت صوت بكائه الذي قلقت عليه حينها ركضت مسرعة لحجرته ،
وعندما قمت بفتح الباب لم أجده بفراشه ، ولا يمكنه الخروج من حجرته فالنافذة مرتفعة ، والأبواب مغلقة بإحكام كما ترى.
كانت تقص عليّ ما حدث وسط شهقاتها العالية ، وأنا أتفحص الحجرة بعد أن انتهت من حديثها ،
وجدت بعض من التراب لونه أسود مريب على فراش الطفل.
قمت بلفت انتباهها قائلًا -هل هذا يخص طفلك أم لم يكن موجود من قبل؟
نظرت له بتمعن قائلة باستنكار : لا لم أره من قبل.
أخرجت منديل من الذي بحوزتي ، وقمت بأخذ عينه منه ، وقلت لها سأعثر على طفلك قريبًا.
غادرت المنزل ورأسي يكاد ينفجر من التفكير فيما يحدث ، في الطريق لعودتي للمنزل صراخ أطفال في كل مكان حولي ،
المنازل تضيء ، الضوضاء عادت من جديد صرخات وصرخات تارة لأطفال ، وأخرى للأباء.
الهاتف لم يتوقف عن الإهتزاز ، أرقام مختلفة تريد مساعدتي كيف يمكنني مساعدة المدينة بأكملها بمفردي.
أغمضت عيناي وتنهدت ببطء وفتحتهما من جديد لأرى ظل أمامي ،
لكي أتفاداه فقدت التحكم في السيارة لأصدم بعمود إنارة في الشارع الذي أنا به ، وتوققت السيارة.
خرجت منها بعد أن أصيبت جبهتي ، لكنها سطحية أمسكت هاتفي وسرت في الشارع ،
وأنا أسب وألعن ذاك الذي كان سبب في الحادث ، لأسمع صوت ضحكات خبيثة تأتي من خلفي.
توقفت عن السير ، ولم أنظر له لتستمر الضحكات لألتفت برأسي له ، لكن لم أرى شيء من الظلام الذي خلفي.
أكملت السير أملًا في إيجاد من يقوم بتوصيلي ،
على حين بغتة رأيتهم بأقدام عديدة والجزء العلوي به ذراعان من الخيوط السوداء ملتفة بعناية ،
تشبه أذرعة البشر ووجهه متشابك فمه مقفل بتلك الخيوط يشبه قضبان السجون.
إقرأ أيضا: في قديم الزمان كان هناك رجل يمتطي حصانه وكلبه يتبعه
يخرجون من المنازل ، منهم من يمتلك بحوزته طفل ومنهم من فقد أحد أذرعه ،
لذا قررت الذهاب خلفهم أنا الوحيد القادر على رؤيتهم.
بعد الكثير من الركض توقفت لأستنشق بعد الهواء وألهث من شدة الركض.
كان المكان حولي مخيف ليس هو بالمقابر أو المنازل المهجورة ، بل أشد رعبا صحراء سوداء أمامي.
تقدمت للأمام ، وإذا بي أسقط بداخلها تمتصني وهم معي مر وقت ليس بطويل وأنا أتشبث بأي شيء ،
لكي لا أسقط بقوة عندما وصلت للقاع رأيت العديد من الأبواب يدخلون منها فوقفت في المنتصف ،
وكان معي دائمًا فرشاة وحبر قمت برسم نجمة خماسية مقلوبة ورسمت في منتصفها دائرة تحمل وجهه تلك الكائنات ،
ووقفت في المنتصف أردد بتلك التعويذة التي تعلمتها من معلمي لأستطيع التحكم بهم ،
وقد كان لتفتح الأبواب ويركضون حولي بجنون لا أستطيع عدهم ولا أراهم جيدًا كدوامة ،
بل كإعصار على وشك أن يدمر ما يقابله ثانية تتلو أخرى يهدأون ويخرجون الأطفال من مضاجعهم ،
وساعدني رئيسهم أن أوصل الأطفال بسلام لمنازلهم دون رؤية من أنا ومن هم وضعوا ستار بيننا وبين البشر.
بعد أن انتهيت من كل ذلك عدت للمنزل لأجد الأهالي ينتظرونني أمام الباب ليقوموا بشكري على ما فعلته لهم ،
بعد أن قام الأطفال بإبلاغهم وودعوني وجرت الأمور كما هو مخطط له ؛
لأن هذه بداية اللعنة فأنا رئيسهم وأمرتهم بذلك ، لكي يثق أهل القرية بي.