جذب إنتباهي إعلان معلق على أحد المحلات مكتوب فيه تصليح وعلاج القلوب.
دخلت المحل فوجدت رجلا كبيرا في السن قابلني مبتسما حينما شاهدني أقرأ ما هو مكتوب عدة مرات ،
قال لي مبتسما : نعم أنا أصلح القلوب وأعالجها ، ثم أمسك بيدي وقال : تعال واقترب.
ووضع أذنه اليمنى على موضع قلبي وأنصت ثم قال دقات قلبك فيها تسارع قليل ،
يا ولدي لا تجزع دواؤك بسيط ، القلوب عندنا نعالجها والقلوب تعالج حسب نوعها فهي أنواع.
قلت له اشرح لي.
قال من خبرتي التي ورثتها من أبي عن جدي
في الدنيا قلب مشروح ، وقلب مجروح ، وقلب مذبوح.
قلب رحيق ، قلب سحيق ، وقلب حريق ، قلب وغريق.
قلب منقوع ، وقلب مفجوع ، قلب سليم ، وقلب عليل ، وقلب سقيم ، قلب فياض ، وقلب جياش.
وقلب مغرور وقلب مسرور.
والبحث يطول فسبحان مقلب القلوب.
قلت له :
جئتك بحيرة واحدة فجعلتها ألف حيرة.
فضحك وتبسم ، تبسم العارف الحذق.
قال لي يا ولدي لا تجزع عندي لك ولكل من يأتيني وصفة واحدة.
كل من جربها تعافى بإذن الله ، فأتني بقلم وقرطاس واكتب عني :
يا ولدي رزقك مقسوم فلا تتعب ، وقدرك محتوم فلا تجزع ، وصديقك عاجز فلا تأمل ،
وعدوك ضعيف فلا تخشى.
طهر قلبك من ثلاث : الكره والحقد والرياء.
وزينه بثلاث : الصدق والإخلاص والورع.
واجعل في قلبك ثلاث :
التسليم للمولى وحب سيد الورى ودوام شكر الخالق في السراء والبلوى.
واترك الخلق للخالق وانشغل بإصلاح حالك ودع أحوالهم.
وليكن لك ثلاث : لسان ذاكر وجسد صابر وعقل متبصر عارف.
إقرأ أيضا: جرعات كل إنسان يحتاج إليها في حياته
واهرب من ثلاث :
الحديث عن الناس وهوى الناس والجلوس مع من لا خير فيه من الناس ،
فالإستئناس بالحديث عن الناس من علامة الإفلاس
تناول دواؤك ومن الله شفاؤك.
يا الله شعرت أنني قد ولدت من جديد ، قبلته وأنصرفت راجعا إلى بيتي وبين عيني وصيته وعلي أن أعمل بها ،
ولعل بها راحتي وإنتظام دقات قلبي.