حبيبي يا رسول الله
حبيبي يا رسول الله
كان سيدي رسول الله سهل الخلق ، ليِّن الجانب ، ليس بفظٍّ ، ولا غليظ ، ولا صيّاح ولا عياب ،
لا يذم أحدًا ولا يعيره ، ولا يتكلّم إلا فيما يرجو ثوابَه.
كان سيدي رسول الله رحيمًا بالصبيان ، يستبقون إليه فيُقبِّلهم ويلتزمهم ،
ويَدخُل صلاته فيسمع بكاءَ صبي فيخففها رحمةً لأمه.
وكان سيدي رسول الله من أحلم الناس ، وأقلهم غضباً وأشدّ حياء من العذراء في خِدرها ،
إذا كره شيئًا عُرِف ذلك في وجهه ، وكان أشدّ الناس تَواضُعًا.
وكان سيدي رسول الله أرحم الناس ؛ كان يضع الإناء بين يديه ليتوضأ فتأتي الهرة عطشى ،
فيُمِيل الإناء للهرة ، وما يرفعه عنها حتى ترتوي ؛ رحمةً بها.
وكان سيدي رسول الله حلوَ المنطق ، خافض الطرف ، نظَرُه إلى الأرض أكثر من نظَرِه إلى السماء ، يبدأ مَن لقيه بالسلام.
وكان سيدي رسول الله أكثر الناس تبسُّمًا ، وأحسنهم بِشرًا ، لا يمضي وقته بغير عمل لله ،
وما خُيّرَ بين أمرين إلا اختار أيسرهما ، ما لم يكن إثما.
كان سيدي رسول الله يحب التفاؤل ويكره التشاؤم إذا جاءَه ما يحب :
قال : الحمد لله رب العالمين ، وإذا جاءه ما يكره : قال: الحمد لله على كل حال.
وكان سيدي رسول الله يحب الطِّيب ، يكره الرائحة الكريهة ، يتطيَّب بالمسك والعود والكافور ،
يدهن رأسه ولحيته ، لا تُفارِقه قارورة الدهن سفرا.
وكان سيدي رسول الله يأكل ما وجد ، ولا يردَّ ما حضر ، نعم ، كان سيدي لا يتكلَّف ،
إنْ وجد تمرًا دون خبزٍ أكله ، وإنْ وجد حُلوًا أو عسلاً أكَلَه.