حدثوا أولادكم عن الحج وقصص الحج ومعاني الحج
حدثوهم عن الكعبة وكيف رفع بنيانها أب صالح وابن بار.
حدثوهم عن زمزم التي تفجرت تحت أقدام وليد استودعه أبوه عند ربه ،
فعاد فوجد الوديعة شبعانة ريانة وعند قدميها ماء يسقى الخلق إلى يومنا هذا.
وحدثوهم عن قصة الجمرات وكيف رجم الوالد الشيطان ،
لأنه أراد أن يعيقه عن تنفيذ أمر الرحمن ، فصار مكان رجمه نسكا ومُستجابا للدعوات.
حدثوهم عن الفداء الذي كافأ الله به إبراهيم لاتباعه أمر الله ، وإسماعيل الذي بر أمه وأباه.
وحدثوهم عن عرفة وكيف التقى عليه آدم زوجه حواء وعرفها فيه بعد نزولهما الأرض.
حدثوهم كيف عرَّف جبريل إبراهيم المناسك من فوقه وهو يقول : عرفت عرفت.
حدثوهم عن نداء إبراهيم وكيف أسمعه الله للناس وهم ما زالوا في أصلاب آبائهم.
وحدثوهم عن البيت المسلم الذي أصلح ما بينه وبين ربه ،
فجعل الله مسعى الزوجة نسكا ، وفداء الولد هديا ، وبناء الأب مطافا ، ومقامه مكانا يتعبد فيه.
حدثوهم وحدثوهم ولا تتركوهم ، فما ضيع الأجيال اللاحقة إلا انفصالهم عن معالم دينهم السابقة.
شوقوهم للحج وهم صغار ، حتى يعظموا النسك والمشاعر وهم كبار.
والحج ليس فقط للحجيج ، إنما هو معان تعاش في كل نفس وبيت.
نريد إسماعيل جديدا يبر أمه وأباه ، ويحفظ الدين ويرعاه ،
ويكون بركة على من جاوروه وعايشوه كما حدث مع قبيلة جرهم التي جاءته من أجل الماء فاهتدوا بهداه.
كم للمشاعر من معان ، لو أحسن الأبوان إيصالها؟!
وأولادنا والله أحوج ما يكونون إليها.