حكاية الأمير الجزء الرابع
بعد أن وافق الأمير على شرط النسر فقد خرج وقد حمل معه سبعة قطع من لحم فريسة الغزال ،
ثم صعد على ظهر النسر وطار به محلقا عال جدا فوق البحر ،
وعندما قطع به البحر الأول رمى له الأمير قطة لحم أكلها النسر وهكذا حتى مر به ستة بحور كاملة.
عند البحر السابع أخذ الأمير قطعة اللحم الأخيرة كي يرميها للنسر سقطت من يده في البحر ،
أخرج سكينا وقطع قطعة من فخذه وأعطاه للنسر كي يكمل الطريق.
وكان يتألم الأمير وينزف كثيرا لكن بصمت كي لا يشعر النسر بذلك ،
وعندما أوشك على قطع آخر البحور السبعة قال النسر آخر قطعة لحم أعطيتني إياها كانت مالحة.
قال له الأمير أجل لأنها كانت من لحمي.
حينها قال النسر في غضب لماذا خدعتني ، قال الأمير لم يكن بيدي حل آخر حين سقطت مني قطعة اللحم الأخيرة.
وكان النسر قد قطع البحر الأخير ، وصل الأمير للبلدة العجيبة وشكر النسر وحلق النسر بعيدا.
وحين وصل الأمير مشى وقت طويل ، مر في غابة وجد بها كوخ تعيش فيه عجوز كبيرة وإبنتها ،
جلس الأمير متعبا وينزف رأته العجوز قالت لإبنتها هناك شخص ما ويبدو أنه مصاب.
خرجت العجوز وإبنتها ذاهبتان نحو الأمير لمساعدته ،
وحين وصلت العجوز وإبنتها للأمير وجداه فاقدا للوعي بسبب ما فقده من دماء وفي حالة لا يرثى لها.
قالت العجوز هذا الرجل سوف يموت إن لم نقم بعلاجه وسوف ندعو الله له لعله ينجوا.
وقامت هي وإبنتها بجره للكوخ وهكذا مر وقت طويل والعجوز تعالج الأمير وتصنع من أوراق الشجر دواء كمرهم وتضعه على جرحه ،
كي يطيب ويلتئم بسرعة.
إقرأ أيضا: أم زوجي
وكان كل يوم تتحسن حالة الأمير وكان قد تعرف على العجوز وإبنتها واعتبرهما عائلته الجديدة ،
وقالت العجوز ما قصتك يا بني وما الذي أتى بك إلى هنا أو أنك تائه.
قال الأمير لا يا أمي أنا صياد وكنت أتجول فهجم علي الدب وكدت أن أموت لولا فضل الله الذي أرسلكي لي أنت وإبنتك الطيبة ،
شكرا لكما.
قالت العجوز أنت مثل إبني وسأساعدك حتى تقرر العودة لوطنك.
ولم يخبر الأمير العجوز وإبنتها بقصته كي لا تحاولان مساعدته ويعرضهما للخطر ،
وعند تجوال الأمير في ذاك المكان رأى ناقة تدور في مكان بعيد لوحدها ،
وبقي يراقبها كل يوم ولاحظ أنها ليست ناقة
طبيعية فذهب وحاول إسقاطها.
بدأت تهاجمه بقوة وهو يحاول إسقاطها لأنه يعرف أنها الهدف الذي أتى من أجله من مكان بعيد ،
وهكذا كان يحاول الأمير كل يوم دون أن يفقد الأمل يتعارك مع الناقة حتى يتعب ، ثم يعود لكوخ تلك العجوز يشرب الماء.
ثم غدا يعود لمقاتلة تلك الناقة.
وعندما طلع صباح يوم جديد تهيأ الأمير كي يذهب لمحاربة الناقة ،
رأته العجوز وقد أحست بشيء غريب وبعد أن ذهب الأمير قالت العجوز لإبنتها إتبعيه ،
ويجب أن تعرفي أين يذهب ولكن دون أن يشعر بك ، وخذي معك قنينة ماء.
فخرجت الفتاة وتبعت الأمير هو يمشي وهي خلفه تختبئ وراء الأشجار حتى وصل للناقة ،
ثم بدأ يتعارك معها وقد رأت الفتاة هذه الناقة الغريبة ،
وبعد وقت تعب الأمير ولا يزال يتعارك مع الناقة ، ويقول لو شربت قليلا من الماء لاستطعت التغلب عليك أيتها اللعينة.
إقرأ أيضا: حكاية الأمير الجزء الأخير
فسمعت الفتاة كلام الأمير إقتربت منه ورمت له قنينة الماء وقد شرب منها ، وقال شكرا لك كنت أعلم أنك تتبعينني.
وعندما شرب الأمير الماء إستطاع أن يتغلب على الناقة أسقطها أرضا وذبحها ،
كادت أن تطير الحمامة فأمسكها بقوة وذبح الحمامة أيضا ونزع البيضة منها.
فرح كثيرا وعاد مع الفتاة للكوخ وهكذا حكى للعجوز كل القصة.
قالت العجوز كنت أعرف أن ورائك سر كبير أيها الشجاع فشكرهم الأمير وودعهم وعاد وهو يحمل البيضة.
يتبع ..