قصص منوعة

حكاية حب بدرهمين

حكاية حب بدرهمين

إرض بحالك فقد يأتيك أسوأ منه

يحكى أن رجلا يدعى أبا جعفر كان يملك جارية حسناء فائقة الجمال تدعى رقية ، ولم يكن أبا جعفر سوى تاجر عادي يبيع السمن والعسل.

وقد كان أبا جعفر مولعا بجمال جاريته فسكن بها بعيدا خوفا عليها من أعين الحساد.

وذات يوم زاره صديق له من مدينة أخرى يقال له أبا صخر ،

وقد كان رجُلاً مُرَفهاً يملكُ مِن المالِ ما شاء الله ، وبعد أن أخذ الصديقان مجلسهما نادى أبا جعفر جاريته الهَيْفاء رُقية ،

فأمرها بأن تُعِد ما يُكرِم به ضيفه ، فرآها أبا صخر فصُعِقَ مِن جمالها ، وطارَ عَقْلُه وقَفز قَلبُه.

وبينما يتسامران سأله عنها ، وعن قصته معها ، فحكى له عنها ،

وما تحمله من صفات جميلة وبالغ في الثناء عليها ، مما زاد إعجاب أبا صخر بها.

وبعدما إنتهت زيارته لأبي جعفر ، وهم بالمغادرة ، أخبره أنه سيمكث في المدينة لبِضع شهور ، وسيُعيد زيارته له مرة أخرى.

فودعه ، وقبل أن يتوجه إلى الباب رأى الجارية رقية ، فرمى لها بدرهمين وغادر.

وأمضى ليلته تلك غارقا في التفكير بتلك الفتاة الباهرة ، البراقة ، الرقراقة ، الرجاجة ،

وبعدها أصبح يتردّد على صديقه كثيرا ، وفي كل مرة يرى فيها الجارية ، يرمي لها بدرهمين ثم يغادر.

ولم يكن أبا جعفر يشعر بغرابة مما يفعله صديقة ، وظن أن الأمر عادي ، ولكن رُقية فهمت ما لم يفهمه سيدها ،

وعلمت أن أبا صخر قد هام بها.

وأصبحت تُبادِله النظرات والهمسات ، فأيقن أنها أيضًا قد أُعجبت به وعلمت مبتغاه.

وكان أبا جعفر المسكين غارقا في بحر أوهام بها خل وفي ، وجارية تحبه ، ولم يعلم ما يصنعانه مِن خلفه.

حتى جاء يوم وقررت الجارية الهرب مع عشيقها صاحب الدرهمين ، وبالفعل ذهبت مع أبي صخر ،

وتركت رسالة لسيدها أبا جعفر قالت له فيها : أنتَ تُريد أن تُشبِع قلبك ، وأنا أريدُ أن تَشبعَ بطني ، فحزن عليها حُزناً شديدا ، فكتب لها :

أيا ظبية الصحراء ! أيُباع حُبي بدرهمين؟!

1 3 4 10 1 3 4 10

إقرأ أيضا: قصة صديقتي الخائنة

هل خنت أيام الصبابة والهوى وسلكت درب الجاحدين.

المال يا حسناء يفنى ، فلتعلمي هذا يقين ، والحب يا حوراء نورٌ ، لا يراه الخائنين.

الحب عهد صادق ، ولا يفوز غير الصادقين

قد كُنتِ في عيناي دُرة ، ومشيت في صحرائي حرة ، واليوم لن تجني بما فعلت يديك
سوى المضرة.

ومكثت رقية عند أبا صخر الرجل ط الغني ، وظنت أنها ستعيش عنده في رغد ، ونعمة ،

ولكن أساء مُعاملتها ، وأبدع في تعذيبها بالعمل الشاق ، وفي كل مرة يقول لها :

لقد خُنت سيدك بدرهمين وغدا ستخونيني بدرهم ، تبا لكن بنات حواء!

فضاقت نفسها مما تلقاه منه مِن إهانة وتعذيب ، وهي التي كانت ملكة عند أبي جعفر التاجر الفقير ، فقررت أن تهرب وتعود له.

فتسللت ليلاً وسلكت طريق العودة إلى مدينتها الأولى وإلى دار أبي جعفر ،

ولكن عندما وصلت أخبروها أنه قد مات حزنا عليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?