حكاية طريفة تقول إن بعض الصيادين طاردوا حية وأرادوا قتلها ، فطلبت من فلاح أن ينقذها ، فلم يجد مكانا يُخبئها به ،
وعندما اقتربَ الصيادون قال لها : حسناً في بطني مكان آمن لكِ! وفتحَ فمه وسمحَ لها أن تزحفَ إلى بطنه ببطء!
وعندما ذهبَ الخطر طلبَ منها أن تخرجَ فرفضت ، فقد كان المكانُ آمناً ودافئاً!
وفي طريقِ العودةِ إلى البيت ، رأى الفلاحُ طائرَ مالك الحزين ،
فقال في نفسه : لا بُدَّ أنه يعرف طريقة ، فاقتربَ منه وهمسَ في أُذنه بالمشكلة!
فقالَ له مالك الحزين : الأمرُ بسيط ، عليكَ أن تُصدرَ حازوقة وراء حازوقة حتى تخرج الحية!
وبالفعل بدأَ الفلاحُ بتنفيذِ الخطةِ التي كانت ناجحة جدا!
وعندما أطلَّت الحيَّة برأسها من فم الفلاح ، تناولَها مالك الحزين بمنقاره الطويل وأكلَها!
ولكن الفلاح أعربَ لمالك الحزين عن خشيته من أن تكون الحية قد تركتْ شيئاً من سمِّها في بطنه!
فقالَ له مالك الحزين : علاجُ سم الحياتِ أن تطبخَ ستة طيور بيضاء في قدر كبيرٍ ثم تأكلها.
فقالَ له الفلاح : أنتَ طائر أبيض ، وتصلحُ كبداية! وأخذ برقبته ، ووضعَه في كيس!
في البيت حدَّثَ الفلاحُ زوجته عما حدثَ معه ، فقالتْ له : يا لكَ من جاحد ، لقد خلصكَ مالك الحزين من الحية ،
ثم وصفَ لكَ دواءً ، فلم يجد منك إلا النكران!
وقامت إلى الكيس ، وأطلقتْ مالك الحزين، وكان أول ما فعله الطائر قبل أن يهربَ أن فقأَ عينيها انتقاماً من زوجِها!
في الغالبِ إن الذي يصنعُ المعروف لا ينتظرُ سَداداً لمعروفه ، ولكن الجُحود مؤلم!
لا شيء أكثر أذية من أن تجعل أحدهم يندم على الخير الذي قدمه لك!
وقديما قالوا : ليس عليكَ أن تردَّ المعروف ، ولكن كُنْ أرقى من أن تُنكره!
إقرأ أيضا: يقول الرجل في يوم الجمعة خرجت من منزلي
لا شيء يُهوِّنُ إسداء المعروف غير أن يكونَ للهِ ، فإن أثمرَ مع الناسِ جمع أجر الآخرةِ وسعادة الدنيا ،
وإن أجدبَ ولم يُثمرْ يكفي أنه عند الله يُثمر!
وما أجمل القول : إصنعْ الخير وليقعْ حيث يقع ، فإن وقع عند أهله فهم أهله ، وإن لم يقع عند أهله فأنتَ أهله.