حكاية غسق الجزء الأخير
حكاية غسق الجزء الأخير
قالت لها يا غولة يا خنباء حلاوة طيبة ولذيذة هل تريدين؟
أريد نعم أريد ، ولكن كيف كيف؟
بسيطة افتحي الكيس وتعالي كلي معي يا الله يا سلام كل شيء عندي هنا لذيذ.
نعم بي رغبة شديدة للأكل ولكن ربما تهربين من يدي وأنت قتلت أخونا الوحيد نتشان ويجب أن تموتي ونأكلك يا خبيثة.
ولكن هل الحلويات لذيذة كما تقولين يا خبيثة؟
قالت لها غسق بعد أن بدأت خطتها في النجاح : أنا لم أذق في حياتي حلويات لذيذة مثل هذه الحلويات ،
تعالي عندي وافتحي لي وأنا أعدك بعدم الهرب
لقد شارفت الحلويات على النفاذ ولم يتبقى إلا القليل ، ولا تلوميني إذا أكلتها جميعها ولقد أعذر من أنذر.
فتحت الغولة الخنباء باب الكيس ثم دخلت بداخله بعد أن أخرجت غسق من الكيس حتى تأكل لوحدها ،
عند ذلك انتهزت غسق الفرصة وأقفلت الكيس باحكام ثم أطلقت ساقيها للريح وولت هاربة ولكن لا تعرف إلى أين.
لم تستطع المسكينة العودة إلى قريتها بسبب معرفة الغيلان لها ولمكان سكنها ،
لذلك هربت إلى بلدة كبيرة وبعيدة في نفس الوقت عن قريتها.
في طريقها إلى المكان الجديد الذي وصلته في صباح اليوم التالي ومن شدة خوفها من الغولات أرادت أن تتخفى ،
فذهبت إلى دكان للنجارة أعطته كل ما تملكه من نقود ليصنع لها ثوبا خشبيا فضفاضا لا يظهر من جسمها إلا العيون.
ثم أخذت تبحث عن عمل في تلك البلدة الكبيرة وأصبح الناس يعرفونها بالرجل الخشبي ، ولم يتمكن أحد من معرفة قصتها.
إقرأ أيضا: وحيدة في الصحراء الجزء الأول
كانوا يعتقدون أنها رجل وكانت تأكل وتشرب في احدى مضافات القرية وتنام فيها كذلك.
بعد أيام وجدت عملا عند أمير شاب من أمراء البلدة التي كانت تسمى ببلدة أم الكروم ،
واسم هذا الأمير هو نزار ، عملت عنده راعية للأوز.
كانت كل صباح تسوق المئات من الأوز التي يملكها الأمير نزار إلى المرعى البعيد بجانب بركة ماء كبيرة ومياهها عذبة ،
وتحيط بها الشجار من كل ناحية وكذلك نباتات الخيزران الكثيفة.
في اليوم الأول شعرت بحرارة الجو ولأن المكان بعيد ولا يوجد به بشر لذلك خلعت الثوب الخشبي وبعض ملابسها الخارجية ،
ونزلت لتستحم وتسبح في البركة النظيفة التي يتجدد مائها باستمرار من جدول ماء يصب في البركة ليل نهار.
في أثناء سباحتها قدمت إليها إحدى الأوزات حيث نظرت إليها باستغراب وبإعجاب ثم قالت الأوزة لها :
كاك كاك يا بيضة يا غضيضة لازم يتزوجك سيدي الأمير نزار فارس الفرسان وحامي الديار
عندها خرجت مسرعة من البركة وارتدت ملابسها والثوب الخشبي ثم أمسكت بحجر صغير وضربت بها الأوزة ،
فكسرت رجلها وقالت لها يا سمرة يا سليطة اللسان لو فتحتى فمك لأكسر لك رجلك الثانية وأدفنك.
استمر الحال كل يوم على هذا المنوال لمدة عشرة أيام كل يوم مع أوزة جديدة.
في أحد الأيام انتبه الأمير نزار وعندما سأل الرجل الخشبي عن السبب قالت له بصوت رجولي وهو ليس صوتها الحقيقي :
لا أعرف أي شيء يا مولاي اسأل الأوزات.
طبعا الأمير نزار لا يعلم بأن الأوزات تتكلم ، فسكت لذلك قرر الأمير بأن يتقصى الأمر بنفسه.
ذهب الأمير في اليوم التالي متخفيا خلف الرجل الخشي والأوزات إلى المرعى ،
وعندما وصل دون أن يشعر به أحد أخفى نفسه وراء الأشجار الكثيفة.
إقرأ أيضا: في سبعينيات القرن العشرين قامت مجموعة طلاب من جامعة النجاح
وفى وقت الظهيرة ذهل الأمير عندما خلعت غسق الثوب الخشبي والملابس الخارجية ونزلت تستحم في ماء البركة.
فشاهد غسق كبدر البدور غاية في الجمال وشاهدها كيف تكسر رجل أوزة جديدة ،
ودهش عندما سمع الأوزة تتكلم بعد ذلك عاد مسرعا من حيث أتى.
بعد عودة الرجل الخشبي استدعاها ألأمير وقال لها كل ما شاهده اليوم في المرعى ،
وطلب منها أن تخلع الثوب الخشبي وتحكي له ما قصتها.
بدأت غسق تحكي من الأول إلى الأخير وتأثر الأمير نزار وأعادها إلى منزلها و ط معها حراس يحرسون البيت ،
حتى عاد والدها وطلب منه الزواج بابنته.
تم الزواج بعد أن حضر والدها ودار جيرانهم علي وتمت الأفراح والليالي الجميلة بين الأمير نزار والأميرة غسق.