قصص منوعة

حكاية هارون الجزء الثاني

حكاية هارون الجزء الثاني

دخل الملك الدكان ونظر حوله لم يكن هناك لا موسيقى ولا القصر الزجاجي ولا أي شيء من الذي رآه البارحة.

فقال لإبراهيم : ربّما أخطأنا المكان تعال نبحث في مكان آخر.

أجاب الوزير : هذا هو الخباز الوحيد في هذا الحي ، لقد إختفى ذلك المغني ولو لم أر بعيني القصر الغريب وسمعت غناءه لما صدقتك.

إغتم هارون وعاد لقصره مهموما وتوقف عن الطعام حتى مرض وأرسل الوزير رجاله يجوبون المدينة في الليل ،

لعلهم سيمعون ضرب عود من أحد الدكاكين لكن لم يجدوا شيئا.

بعد مدة بدأ الملك ينسى أمر تلك الفتاة فقد كان له جناح كامل من البنات الجميلات اللواتي يذهبن العقول ،

وأغرم بالعود وكانت كل يوم تحظر جارية تعزف وتغني له.

دخل ملك الجن لحجرة ابنته ورأى السيف الفضي المرصع بالجواهر فأعجبه وقال لها : من أين أتيت به؟

ردت عليه لقد قابلت البارحة أحد ملوك الإنس وطلبني للزواج فوافقت وهذا السيف مهري مع القلادة والخاتم.

فقال كيف تتزوجين دون علمي؟

أجابت : لقد كان ذلك الرجل هناك بالصدفة ووعدني بالرجوع فكر ملك الجن ثم قال :

إسمعي يا ابنتي إذا حضر زوجك فالحمد لله ولكن إذا غاب فلا تقل شيئا حتى لا ينفضح أمرك في كل المملكة.

بعد عام أنجبت البنت ولدا في غاية الجمال ووضعت قلادة أبيه في رقبته كبر الطفل وأصبح شابا.

في أحد الأيام ذهب للعب بينما هو يجري صدم إمرأة عجوزا كانت تحمل دلوا فانقلب وسال الماء على الأرض ،

فقالت له : لعن الله على من لا يعلم من أبيه.

قام الفتى من حينه وذهب إلى أمه ابنة ملك الجان وقال لها : والله إن لم تخبريني من أبي سأضربك بهذا الحديد الذي في يدي.

فأجابت : أباك ملك من أعظم ملوك الإنس لكن نسيت أن أسئله عن إسمه وصفته كذا وكذا.

إقرأ أيضا: حكاية هارون الجزء الأخير

فارتدى ملابس الدراويش وطار إلى بلاد الإنس وبدأ يدخل من بلد ويخرج من بلد وهو يسأل الناس لكن لم يعرفه أحد ،

حتى وصل المدينة وبدأ يدور دون أن يعثر على غايته.

1 3 4 10 1 3 4 10

تعب الفتى وجاء إلى الخباز وجلس أمام دكانه
فلما رآه أشفق عليه وأعطاه بعض من الكعك ،

فأكل الفتى وأعجبته فطلب من الخباز أن يعلمه صنعها.

وكان صاحب الدّكان عجوزا فوافق وقال له : تعال معي وسأعلمك وصار الفتى يراقبه ويسمع كل ما يقوله العجوز ،

حتى أتقن العمل وأصبح الناس يتزاحمون أمام الدّكان وخاصة البنات فقد كان الولد حسن المنظر والأخلاق.

ذات يوم إنزعجت أحد الجارات منه بعد أن لاحظت أن إبنتها لا تفارق النافذة وهي تنظر إليه ،

فنزلت إليه ، وسألته بكم قطعة الكعك؟ أجابها : بدرهمين.

فصاحت : هذا كثير وأنت وسيدك محتالان ثم ذهبت إلى قصر هارون وطلبت رؤيته فأذن لها.

وكان الوزير وابنته حاضران في مجلسه فاشتكت من صانع الخباز الذي يبيع الكعك بضعف ثمنه.

فقال الملك : أحضروه لأنظر في أمره.

بعد قليل جاء الفتى وفي يده طبق الكعك وقال يا مولاي تذوق من هذا الكعك وقل لي هل يستحق أن أبيعه بدرهمين.

أخذ الملك قطعة ورماها في فمه ثم هتف ما ألذ طعمها.

أجاب لقد علمني سيدي لكن أضفت شيئا من معرفتي لن تجدوه في بلادكم.

كانت إبنة الوزير حنان تنظر للفتى خفية وقد أعجبتها وسامته وفصاحته ،

وفي الغد قابلت صديقتها بنت الملك وحكت لها عن قصتها.

فقالت لها : سأطلب من أبي أن يسمح لي بالنزول إلى السوق وآخذك معي لكي ترينه!

ولما وصلتا إقتربت منه ابنة الوزير وقالت له : ما رأيك أن تأتي للعمل عندنا في القصر؟

أجاب الفتى : لا أقدر لأني أبحث عن أحد وفي السوق يأتي الناس من كل البلدان وأنا أسألهم لعل أحدهم يهديني لما أبحث عنه.

فرجعت الفتاة حزينة وقالت لإبنة الملك : إني أحببت هذا الولد في اللحظة التي رأيته فيها وسأمرض إن لم أراه كل يوم.

يتبع ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?